الاثنين، 16 ديسمبر 2013

رفيقة العمر

عندما ترافقها لمدة من الزمن،سنة بسنة،شهرا بشهر، ساعة بساعة،لا تغيب عنك لثانية...تعتقد انك تعرفها بما فيه الكفاية...تعتقد انك تعرف ما يفرحها وما يغضبها،ما يحمسها وما يحبطها،تعتقد انك على علم بأسوأ مخاوفها، واعلى طموحاتها...تعتقد انك رأيتها في كل المواقف وفي جميع حالاتها بما يسمح لك بأن تتوقع مسبقا ردة فعلها ازاء أي شيء..تاريخك معها يعطيك ثقة كبيرة في انك ترى ما بداخلها كما لو كانت شفافة تماما امام عينيك..

ثم يحدث ان تنكسر تلك الثقة الساذجة في يوم ما،وتستحيل تلك الشفافية المزعومة ضبابا قاتما...ليس لانها لم تعد صريحة معك،ولكن لان ما يحدث معها احيانا قد لا تحتويه مجرد الكلمات..ثم تنظر اليها تناضل من اجل العودة شفافة كما كانت... تحاول ثم تخطئ...تنظر اليها وهي تتعلم تقبل الاخطاء على انها جزء من مغامرة الحياة..تنظر اليها  وهي تتعلم المشي مجددا... ليس لديك ذكرى عنها وهي تتعلم المشي صغيرة...لكنك تنظر اليها الان وهي تتعلم المشي بلا تعثر في دروب الحياة...ثم تصبح رفقتها فجأة وبسبب ما يحدث من حين لآخر ممتعة الى حد كبير...تتساءل: ماذا بعد؟ كيف تراها تتصرف؟ ماذا عساها تتعلم من هذه التجربة او تلك؟ هل ستبقيها الحياة هي نفسها ام ستستسلم يوما لسلطة التيار الجارف حولها؟ تنظر اليها وتتساءل:كيف تكون بهذا التناقض العجيب؟ في قوتها ضعف وفي ضعفها قوة...وما يقويها يضعفها،وما يضعفها يقويها....تتابعها في اهتمام كما لو كنت ازاء شخصية في برنامج للتلفزيون الواقعي...تنظر اليها في حنو ومحبة وتبتسم عندما تتذكر انك معها لست ازاء شخصية تلفزيونية...تضع المرآة جانبا وتنهض مفكرا انك تحبها وتحتاج ان تحبها...نعم تحتاج ان تحب ذاتك ونفسك بما يكفي لكي تكون مستمتعا و راضيا برفقتها مزيدا من العمر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق