الأربعاء، 19 مارس 2014

ليس في الامر اي لغز...

العالم الذي قيل لنا مرارا انه اصبح قرية صغيرة لا يستطيع ان يجد طائرة ضخمة واكثر من مئتي شخص على متنها!! من يهتم لمصير هؤلاء الاسيويين ولا لمشاعر ذويهم؟! الحياة على هذا الكوكب اضحت مهددة اكثر من اي وقت مضى..ليس فقط بسبب حالات الموت بالجملة في الحروب والنزاعات المسلحة والعمليات الارهابية..ولكن بسبب تدني قيمة حياة البعض مقابل حياة البعض الآخر...يتابع الناس  تطورات أحداث تودي بحياة آخرين كما لو كانوا يتابعون مسلسل اكشن..يذكرني هذا بغرق غواصة روسية قبل سنوات..وكيف أن العالم وقف متفرجا يعد الايام في انتظار ان ينفق افراد طاقمها بسبب نفاذ الاوكسجين بعد رفض روسيا تدخل اطراف أخرى حفاظا على اسرار صناعتها...من يملك الحق بان يقرر ان سرا صناعيا ما يساوي اكثر من حياة بشر هم بابداعهم من جعلوه سرا مطلوبا؟ الان تمضي اكثر من عشرة ايام على اختفاء طائرة ضخمة و اختفاء ازيد من مئتي شخص معها... ويجب ان نصدق ان كل تكنولوجيا القرن الواحد والعشرين غير قادرة على اقتفاء اثرهم...هناك مرة اخرى من يقرر ان هناك أولويات أهم من حياة هؤلاء الافراد..مثلما شاهد العالم مسلمي افريقيا الوسطى يذبحون ومسلمي بورما يحرقون احياء..ودوما هناك من يقرر انه ثمن لا بد من دفعه من أجل كذا او كذا... لو تصور كل من هؤلاء نفسه من بين الرهائن..لو تخيل نفسه مسلما محاطا بالسيوف في افريقيا الوسطى..لو تخيل نفسه بين يدي المتطرفين في بورما..لن يكون الامر مسليا..لن يعود مشهدا عاديا ومملا.. قبل ان نسلم دون اكثرات بتدني الحياة كقيمة..فلنتذكر ان الموت البشع لا يحدق بالاخرين دوما..ليس الخبر "المؤسف" الذي نقرأه عن الاخرين دوما..عندما نقبل بتدني قيمة الحياة..نكو ن قد قبلنا ضمنيا بتدني قيمة حياتنا الخاصة..

هناك تعليقان (2):

  1. مقال رائع .. يدور في عقلي كثيرا لكنك سبقتني إلى كتابته أحييك غاليتي .. وأرجو أن تضيفي صندوق المتابعين إلى مدونتك كي نستطيع أن نكون من متابعيك بصورة دائمة ..
    تحياتي :)

    ردحذف
    الردود
    1. ممتنة لمرورك واهتمامك بقراءة تدوينتي والتعليق عليها..وطبعا يسعدني اختي الكريمة ان نتواصل ونقرأ لبعضنا البعض..خالص تحياتي اليك :)

      حذف