الأربعاء، 2 أبريل 2014

سلطة...

يحب الانسان -على ضعفه- ان يعرف بنفسه انطلاقا من السلطة التي يمارسها،
وبالنسبة لمخلوق يعشق السلطة فان الانسان يمارسها اما على الاشياء فيغيرها و يجعلها طوع حاجاته ورغباته، و إما على الاشخاص فيخضعهم لإرادته. 
يحب الانسان كثيرا ذلك الاحساس بالتحكم الذي تمنحه السلطة على عالم الاشياء و الاغيار..مع ذلك هناك نوع ثالث من السلطة يحتاج قوة اكبر و يمنح رضا اعمق و هو السلطة على الذات..هذا الشعور العميق بالسيادة على الذات الذي يتحكم بأسوأ ما فيها لكي يمنح الاخرين افضل ما فيها ( بتعبير طارق رمضان) لا يحظى في عالمنا بالاهتمام الكافي..يحب الكل ان يبدو مسيطرا و ذا تأثير و لا يكون التأثير مرئيا الا اذا كانت موضوعاته خارجة عن الذات بمنطق البعض.. بمقابل ذلك يمكن لمن يتمتع ببعض السيطرة على الذات ان يحدث الفرق اينما حل.. كم من السلطة على الذات نحتاج لتدريبها على الانصات الى نظام الطبيعة من اجل فهمه عوض تحطيمه؟  كم من القوة نحتاج للسيطرة على جموح الغضب و اعتباطية العنف فينا؟ عندما نهيمن على الاشياء و على الاشخاص فنحن لا نعبر عن اي قوة سوى قوة مخاوفنا وحاجتنا الى التخلص منها..بينما في المملكة التي نسود فيها انفسنا بامكاننا احتواء كل الاشياء و الاشخاص فهما و تواصلا..السلطة الحقيقية ان نسود انفسنا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق