الأربعاء، 11 نوفمبر 2015

الإرث و مطلب المناصفة



يعد النقاش المطروح حول المناصفة في الإرث من المواضيع المثيرة للجدل في أوساط الرأي العام المغربي، و الحقيقة أننا - قبل اتخاذ أي موقف  بشأن توصية المجلس الوطني لحقوق الإنسان- بحاجة إلى ترسيخ ثقافة الحوار الهادئ و الابتعاد عن اختلاق معارك شرسة بصدد كل شيء و أي شيء. إن الجهد الذي نبذله في سبيل الدفاع عن موقف جاهز يمكن ان نصرفه في تجميع المعطيات الكافية التي تسمح لنا  بترجيح موقف على حساب آخر وبشكل موضوعي ودون تهافت،لهذا فالمقال التالي يدعو قارئه الكريم الى التفكير في السؤال التالي: هل نملك من المعطيات ما يجعلنا متأكدين من خوض النقاش السليم و اتخاذ الموقف السليم؟
يمكن للمواطن العادي ان يلاحظ ان النقاش الحالي حول الإرث يتقاطع مع مواضيع أثيرت ولا زالت تثار ( من قبيل النقاش حول الحرية الجنسية، الاجهاض،حقوق المثليين...الخ) ونقطة التشابه هنا هي في كون كل تلك القضايا تسائل ما يعتبر بالنسبة للمغاربة (أو على الاقل بالنسبة لشريحة منهم) مرجعية دينية، قيمية و أخلاقية، فهي – وخصوصا فيما يتعلق بالإرث – تقترح تعديل (أو تجاوز) ما تشرعه نصوص قرآنية قطعية و صريحة، لهذا السبب تستعر المعارك سريعا بين فريقين أحدهما يدعي تمثيل الحداثة و الآخر يدعي الحديث باسم التراث وثوابت الأمة الدينية، و هي معركة استقطاب تضيع على الجميع فرصة النضال جنبا الى جنب من اجل انتزاع المزيد من الحريات السياسية و المطالب الاجتماعية المشتركة.
إذا كان هذا النقاش آت لا محالة،فهل توقيته مناسب لا سيما انه يخلق من الخصوم (الفكريين في أحسن الأحوال) أكثر مما يقدم من الأجوبة؟
هل نملك معطيات احصائية علمية موضوعية ومستقلة عن توجهات عموم المغاربة كي نحسم فيما إذا كانوا أكثر توجها نحو الخيارات "الحداثية" او انهم لايزالون شعبا "محافظا" ؟
يمكن للمرء ان يكرر مقولاته في كل الندوات و المؤتمرات،وان يدعي الحديث باسم المواطنين من منابر إعلامية متعددة، لكن ذلك لن يكون أساسا منصفا لمشروعية أي موقف. عندما نتحدث باسم المغاربة دون ان نملك معطيات دقيقة حول آرائهم فنحن نمارس نوعا من الوصاية والحجر على إرادتهم.وفي هذا الصدد ليست هناك وصاية جيدة و وصاية سيئة،هناك وصاية وهي دوما مرفوضة، لأن الطريق الآمن نحو مجتمع ديمقراطي سليم يمر أساسا عبر تمكين الناس من القدر الكافي من المعطيات التي تسمح لهم بالحكم بأنفسهم بشكل واع و مسؤول.
تستند الدعوة الى تحقيق المناصفة في الإرث على مصادقة المغرب على الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الانسان ،و بالعودة الى نصوص الشرعة الدولية مجتمعة وتحديدا اتفاقية سيداو حول مناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة ،لا نجد ما يمكن الاستناد عليه بشكل موضوعي للقول بتعارض التقسيم الشرعي للإرث و البنود المنصوص عليها في هذه الاتفاقيات، ففي المادة الاولى من اتفاقية سيداو تعريف للتمييز على انه كل "تفرقة او استبعاد او تقييد يتم على أساس الجنس و يكون من آثاره أو أغراضه النيل من الاعتراف للمرأة على أساس تساوي الرجل والمرأة بحقوق الانسان والحريات الأساسية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية و الثقافية والمدنية أو في أي ميدان آخر،أو إبطال الاعتراف للمرأة بهذه الحقوق او تمتعها بها او ممارستها لها بغض النظر عن حالتها الزوجية" بينما تذهب باقي مواد الاتفاقية الى تأكيد المبدأ الأساسي في سيداو وهو المساواة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات،مع الاعتراف لها بحقوق استثنائية خاصة بوظيفة الامومة.
ولا يمكن القول بشكل موضوعي إننا بصدد وضع تمييزي،فالمرأة في نظام الإرث الإسلامي لها الحق في الإرث بشكل مساو للرجل،والاختلاف بينهما يكمن في نصيب كل منهما،وهنا تستوقفنا نقطة أساسية في الدعوة الى تحقيق المناصفة في الإرث بين الرجل والمرأة، فهل يتعلق الأمر تحديدا بالآية القرآنية: "للذكر مثل حظ الأنثيين" ؟ أم يتعلق بتحقيق المناصفة في جميع حالات الإرث؟
إذ ان الآية الكريمة تهم الذكور والإناث الذين يتمتعون بنفس درجة القرابة من المتوفى، ولا يمكن الحديث هنا عن "رجل" و "امرأة" بإطلاق،فكل منهما قد يكون من الأبناء أو احد الزوجين،أو الأبوين،أو الإخوة..إلى غير ذلك من حالات القرابة،و قد خصص نظام الإرث في الإسلام للمرأة في حالات متعددة نصيبا أكثر من نصيب الرجل (على سبيل المثال لا الحصر :قد ترث أم المتوفى ثلث التركة و يرث والده السدس،و قد يرث زوج المتوفاة الربع و ترث ابنتها النصف)، لهذا فتأسيس الدعوة الى تعديل او إلغاء العمل بالنص الشرعي اعتراضا على حالة محددة لا يبدو منطقيا ولا متماسكا، لأنها تخرج الآية القرآنية  من سياقها العام و تعطيها أبعادا تمييزية غير صحيحة وغير مبررة.
ولا اظن ان أنظمة الإرث الوضعية في الدول الغربية تستجيب لهاجس المناصفة في كل الحالات،فعلاوة على فرضها ضرائب مرتفعة على التركة في بعض الدول كفرنسا،فإنها في قوانين دول أخرى كالولايات المتحدة لا تسمح بأن يرث الأبناء من الزواج الأول أي شيء من التركة سواء كانوا ذكورا او إناثا.
يبقى المبدأ الأساسي هو حق الإرث للرجال والنساء على حد سواء،أما اختلاف ما يحصل عليه كل واحد فهو أمر لا مفر منه حتى لو تجاوزنا النص الشرعي واعتمدنا اجتهادات وضعية صرفة،تماما كما ندافع عن تمتع الرجال والنساء بالحقوق الاقتصادية نفسها،ثم نقبل دون تردد بالإجراءات التي تهدف الى حماية النساء الحوامل والأمهات، إذ لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبارها إجراءات تمييزية في حق الرجال.
وبناء عليه، لا يبدو الصدام المفترض بين التشريع القرآني المتعلق بالإرث و نصوص الشرعة الدولية (لا سيما منها اتفاقية سيداو) مؤسسا بشكل منطقي، إذ ليس في مقتضياتها ما يحرج المغرب و بالتالي يلزمه  بإعادة النظر في قوانين الإرث بغض النظر عن اختلافنا او اتفاقنا حول هذا التعديل من ناحية المبدأ.
أمر آخر غير متماسك يستوقفنا في هذه القضية، وهو الاعتماد فيها على تزايد اسهام النساء  في إعالة الأسر المغربية، بحيث تصبح الدعوة الى المناصفة في الإرث اعترافا بمساهمتهن في مراكمة الثروة و بالتالي في حقهن من نصيب مساو لنصيب الرجل منها.والحقيقة ان ادعاء مماثلا فيه من الديماغوجية ودغدغة العواطف أكثر مما فيه من الحجج المقنعة برغبة حقيقية في إنصاف النساء العاملات، فالتشريع القرآني يعترف للمرأة بالأهلية القانونية للتصرف في أموالها و خيراتها بيعا و شراء،لذلك لا شيء يمنعها من حماية أموالها و تسجيل الممتلكات باسمها وبالطرق القانونية اللازمة،وعوض توعيتها بالمشاكل الناجمة عن الاستثمار في الأملاك المشتركة دون ضمانات كافية نقترح تعديل نص شرعي و حرمانها بالتالي من الاستفادة من الحالات التي ترث فيها أكثر من الرجل.
كل الملاحظات السابقة تبين أن النقاش حول المناصفة في الإرث بني في الأساس على الكثير من المغالطات، افتراض الصدام بين التشريع القرآني ونصوص الشرعة الدولية حول حقوق الإنسان، المطالبة بإعادة قراءة النص الشرعي حول الإرث بناء على اجتزاء و اختزال لمعنى آية من آياته، تحويل النقاش عن ظروف عمل المرأة و شروط الحماية الاجتماعية المتوفرة لها عند العمل، عند المرض،وفي حالة الشيخوخة الى نقاش حول نصيبها من الإرث، و الحديث باسم شعب نعرف انه يعيش تحولات عميقة لكن ليست لدينا معطيات دقيقة لقراءة اتجاهات هذه التحولات.
و بالتالي فالنقاش حول المناصفة في الارث يضعنا أمام احتمالين،الأول :سوء فهم مطلب المناصفة في حد ذاته،بما يعني سوء اختيار المعركة المؤدية الى تمكين حقيقي للمرأة و تعزيز دورها ومشاركتها في أوجه الحياة الجماعية، الثاني: جعله عن قصد سلاحا للمزيد من الاستقطاب و خلق حالة تدافع وهمي من شأنها توجيه أنظار الرأي العام عن القضايا الحقيقية و تنفيس غضب البعض في وجه البعض الآخر.






السبت، 7 نوفمبر 2015

بنشقرون في ذمة الله

أقرأ عن خبر وفاة المخترع المغربي عبد الله بنشقرون
يستوقفني للحظات خبر موت شاب في الثلاثين بأزمة قلبية ثم أقول في نفسي كل شيء محتمل
لكني اتوقف طويلا و بغصة في الروح عند حقيقة مؤلمة: هذا الوطن يستمر في عقوقه للكفاءات من أبنائه و لو كانوا بررة به، لا يهم ان غادروه مبكرا مثل بنشقرون او عمروا بما يكفي لكي يرغموه على مشاهدة بعض من قبحه في مرآة شجاعتهم مثلما فعل و بكل أصالة المرحوم المهدي المنجرة.
ستكون أيها الوطن بخير عندما تبادل أبناءك الحب والاعتزاز و الاعتراف،ستكون بخير عندما ترفع اسماء المتميزين منهم،أولئك الذين يحظون بعشرات الاعترافات من الدول الاخرى و يموتون توقا لاعترافك،يموتون دونه، يموتون قبل ان ترأف و تمكنهم منه.
انهم يموتون يا وطني،وتموت انت شيئا فشيئا في الأحياء من ابنائك،و يبقى حبك في قلوب الجميع سرياليا،تأبى أنت ان تحبهم كما يستحقون،و تأبى قلوبهم أن تحب وطنا غيرك.

الجمعة، 30 أكتوبر 2015

أشباه



لا تقنِعني شبْه ابتِسامَة، ذَلك الإِبراز الفاتِر للأسنان عادةً ما يُضيع طريقَه بينَ الشفاهِ و القلب،إنها أشْبه بشمسٍ تائهةٍ  فوقَ منطقةٍ جَليدية،تنظُرُ إليْها فيتوَلد لديْك يقينٌ فوْرِي أن الطقْس لا يُمكِن أنْ يصيرَ أكثرَ بُرودةً مِما هوَ عليْه..
لا أحْفلُ بشبهِ اهتِمامٍ،تِلكَ الأسْئلةُ عَني و حوْلي تُشعِرني أَني قفلٌ في بَاب، يُدهن مِن حِينٍ لآخرَ كيْ يُفتحَ بِسهولَةٍ فِي كُل مَرة، تُذكِرني بِأن المَواشِي لًا تفْرحُ  برِعايَة صَاحِب المزْرعَة لكِنها في كُل الأحْوالِ تفْعلُ مَا هِي مَنذورةُ إليه..
لَا يغْرِيني شِبْه حُضور، تِلكَ الأقْدامُ التي تُوضَع بخفةٍ هُنا وهنَاك،مسْتعِدة دومًا للقفْز عَلى صَخب الضحكَات فَهي تذكِرها فجأةً بأتراحِها، مستعدةٌ للرَكض بعيدًا عنِ الآهات كيْ لا تفسِد عليهَا انشِراحَها.
لا أُطِيقُ شِبهَ مَحبة، تِلكَ العَاطِفة المُترَددة  دومًا بيْن تَجاهُلك و الفتْك بِك، جَياشةٌ أكثرَ ممَا ينبغِي،تُعلن  مَجانِيتها بشكلٍ مُثيرٍ للشُكوك، لكنهَا أشْبه بفاكهةٍ مُعدلةٍ حسَب الطلَب، مِن المُحتمَل اَن تسْتطِيبها، لكن تظَل الحِمية الصارِمة أكثرَ أمنًا مِن حلاوةٍ مُسرْطِنة..
عِندمَا أتقدمُ بكل شيءٍ أصيلٍ فِيَ،بجَمالِه و قُبحِه،بِقوتِه وَ ضَعفه، لا يَسْتوقِفُني أَشباهُ البَشر، أُولِئك الذين يَحمِلون لِواءَ حقيقةٍ واحدةٍ و وحيدةٍ وهي أنَ كُل شَيءٍ بِشأنِهم مُزيف...

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

ألحان



على وترِ الفرَح أعزِف، ببضعِ حصصٍ في البهْجةِ لم أكنْ مستعدةً  على ما يبدو لإطْرابِ الجمهورِ،وأنا –تقول قواعدُ الشهرةِ-  جمهورُ نفسي، لذلك اعتقدتُ واهمة ان شغَفي بالبسمةِ يكفيني، قررتُ أُلا قاعدة في العزْفِ ولا حَكَمَ إلا قلبي  العاشقُ للفرحِ.
لكن بضعَ حصصٍ في البهْجَة لم تكنْ لِتكفي، و ليسَ قلبي منْ يحددُ القواعدَ، لأن الحزنَ هاهنا قاعِد،واليأس ها هنا قاعِد، وكلما عزفتُ لحنا للفرَح، علا صوتُ الحزنِ رخيماً قادماً من الأعماق و هتف اليأس: "مهما فعلتِ انا ها هنا باق !"
أتأملُ وجهَ الحياةِ العابس فجأةً وبسابقِ انذار، وأضْحك عالياً كطفلٍ عابثٍ يخرْبِش على الجدرانِ دون اكتراثٍ بالأضْرَار،أُشْهِر عُدتي في وجه العُبوس، ان كان لا بد للجدرانِ ان تُحيطني من كل الجوانب فليكنْ لدي على الاقل حقُ تلوينها..
سأرْسم عليها أبواباً كثيرة، أبوابٌ تنفتح على سماءٍ عاليةٍ بزرقةٍ لا تُخطِئها حتى العيونُ الدامعة،هناك حيث تَفرِد الطيور أجنحتَها و تحلق عاليا بلا تراخيصَ من أحد، لا يَهمها قِصَر العمر و لا خطورة الجوارحِ ما دامت قدْ حلقت بكل حريةٍ ذاتَ حياة.
سأكتبُ عليها إعلاناتي: اليوم ايضا يومُ احتفالٍ مثل الأمس ومثل غدٍ، ما المناسَبة؟ لا نحتاج مناسبة لكي نغردَ مُبتهجينَ أيها الحمْقى ! المناسباتُ هي بالذاتِ ما يقتلُ الفرحةَ فينا..مَنْ عدوُ الإنسانيةِ هذا الذي جَعَلَ للفرحِ شروطاً و رزنامة؟
بضعُ حصصٍ في البهجةِ لا تكفي للعزْف حسبَ القوَاعد، لكن من يَحفلُ بالقواعدِ على أي حال؟تَبا لكل القوَاعد ! أنا أعْزِف لنفسي، وكلماتي تطيرُ بلا استئذان، تعانِق الجدْران، هل ستقاومُ بُرودَتُها دِفْءَ كلمَاتي الى الأبد؟
على وَتَر الفرح أعْزف، فَلْتُرَدد معي كل الأرْوَاحِ العطشى لحنَ البهْجة،فَكَما لِكلٍ في الحَياة حق، و في الاخْتلافِ حق، فإن لكلٍ في البهجةٍ حق.

الخميس، 15 أكتوبر 2015

سنة هجرية مباركة



الهجرة..تنطق هذه الكلمة باللغة العربية فتعني لك بمجرد نطقها أشياء كثيرة،أشياء قد لا تخطر ببالك بالضرورة لو نطقتها بلغة اخرى، مزيج يتعب الروح من الاسى والقلق وفراغ داخلي يخلفه التخلي-طوعا او كرها- عن كل شيء والتوجه نحو عالم مجهول بالنسبة للمهاجر..
تذكرك هذه الكلمة بالذين هاجروا، بالذين هاجرتهم او هجرتهم و هجروك، بكل الاشياء التي تمني نفسك بان تهاجر اليها او على العكس من ذلك بتلك الأشياء التي تسعى بجهد ان تهاجرها دون ان تفلح في ذلك..
ثم عندما تستيقظ في مثل هذا اليوم، يسرح بك الخيال بعيدا، الى رجل قرر مع رفاقه  قبل 1437 عاما ان يهاجر موطنا عزيزا على قلبه من اجل رسالة، بوسعك ان تتخيل سحر الإيمان في النفوس، فقد كانت الرسالة مشروعا روحيا وانسانيا ضخما،وكان محمد عليه الصلاة والسلام بشرا رسولا، لم ينزهه القرآن الكريم عن صراع المشاعر البشرية المتناقضة، وتحدثت الآيات الكريمة بأمانة عن مواقف كان فيها حمل الرسالة أثقل مما يحتمله إنسان، لكنه أدى الأمانة و بلغ الرسالة، وأثر في ملايين الناس منذ ذلك الوقت الى اليوم.
تتذكر كل هذا في مثل هذا اليوم، ولا تملك الا ان تشعر بالغبن وان ترى ان استرقاق الناس تم باسم رسالته،وقد جاءت في الاصل لتحريرهم،ان ذبح الناس لا زال يتم باسم رسالته،وما جاءت رسالته الا لتحرم دماءهم. ومن صلب أمته ظهر من جعلوا رسالته رسالات اختلفوا بشأن مصداقيتها واقتتلوا و نكل بعضهم ببعض،و صنعوا ذاكرة من حقد و تطرف وطلاب ثأر يتناسلون فلا ينتهي ثأرهم أبدا.
هاجر النبي عليه الصلاة والسلام من أجل الرسالة، كانت واحدة، لكنها كانت مثل السماء تسع كل البشر،واليوم ان أردنا ان نحبه بصدق،وان نسعده ونسعد به،فلنهاجر كل ما يبعدنا عن رسالته.
كم اتمنى ان نهاجر الاحقاد، الانانية، الجشع، الظلم، شح النفوس، الغدر،الاحساس الغبي وغير المبرر بتفوقنا على الآخر، اي آخر..
كم اتمنى ان نقرأ ونعيد قراءة رسالته فنرى فيها كوكبا بلا دمار،كوكبا بلا جوعى،كوكبا بلا مشردين،كوكبا بلا معذبين..
كم اتمنى ان تسعنا سماء عالم انساني ممكن جدا لو أردناه، بعدما ضاقت بنا أرض الدول بما رحبت.
كل عام هجري وانتم الى الرسالة أقرب.