من المؤكد أننا نعيش في عوالم مختلفة رغم انتمائنا جميعا الى العالم
نفسه.من المؤكد ان كلا منا يستطيع ان يتنقل بقدر من السهولة بين عالمين أو
أكثر ،لا يشعر بالانتماء الى اي منها لكنه يستقر بهدوء في عالمه الخاص دون
ان تكون الحدود واضحة أو مفهومة بالنسبة للآخرين.
في عالم البداهات الثقافية الراسخة "الراجل راجل والمرا مرا" ، ماذا يفترض ان يعني ذلك لامرأة متعلمة ومستقلة؟ متى تكون قد غادرت أرض النساء و غامرت بدخول أرض الرجال المقدسة ؟
من المؤكد أن عوالمنا تتطور بسرعات متباينة رغم ان العالم نفسه يجمعنا، يحدث ان تنشأ المرأة في محيط لا يسعها فيه إلا الاعتماد على نفسها، تخطط و تقرر وتخطئ و تدفع ثمن الأخطاء ثم تواصل بناء عالمها لبنة لبنة، وكأي إنسان يتأمل ما شيدته يداه، تتأمل عالمها و هي تتساءل عما يمكن فعله لبقاء البنيان متماسكا، عن ضمانات سعادتها بما انجزته و بما يمكن اضافته لكي يكون بناؤها أكثر بهاء، يأتي الرجل ليسألها ببلاهة: "ما الذي يضمن له ان تكون مطيعة؟ "
امرأة سعيدة بحياتها،تحاول تجنب ما يكدرها،يسألها مخلوق قدم هكذا فجأة "من علم الغيب" فيما إذا كانت مطيعة ! حسنا ربما من الأجدر بهذا النوع من الرجال ان يبحثوا في أسواق النخاسة..فقد يجدون ضالتهم.
لماذا يحتاج هؤلاء الى امرأة مطيعة؟ لماذا يصيبهم الذعر إزاء المرأة المستقلة؟
ربما يجدر بنا ان نعود الى التنشئة الاجتماعية، حيث تبرمج الإناث على نمط وجودي واحد في الحياة،ان تكون امرأة أحدهم، ويبرمج الذكور على ان الإناث تحتجنهم وانهم بذلك يملكون سلطة عليهن.
ربما كان هذا امرا واقعا بالنسبة لمعظم الناس فيما مضى(ولا زال مع الاسف صادقا بالنسبة للبعض في يومنا هذا)، حيث تنتقل المرأة صبية يافعة الى بيت زوجها، دون مؤهلات علمية او مهنية تسمح لها بإعالة نفسها، فتكون في حاجة الى الزوج في كل أمور حياتها، ومهما بلغ من قسوة او طيش او ظلم الزوج فهي مطالبة ثقافيا بالصبر والطاعة.
غير ان الأوضاع تغيرت دون ان تتغير العقليات بالإيقاع نفسه، تستطيع ربة البيت ان تتحول الى امرأة عاملة لكي تساعد الزوج او تعوض غيابه في تولي نفقات الأسرة. و بالنسبة لشريحة من النساء، فإن استقلاليتها على جميع النواحي (وليس فقط من الناحية المادية) أمر تعيشه فعليا مدة طويلة قبل ان تقرر الزواج، سؤال الطاعة إذن يبدو في سياق العالم الذي تعيشه المرأة سؤالا غريبا ومضحكا الى حد ما. لم تعد المرأة مضطرة للتعامل مع هذه العلاقة غير السوية بالرجل، ولو أن الكثير من النساء يخترن بذكاء عدم التصريح بذلك ولا طرحه للنقاش مع شركائهن، يخبرن الرجال ما يتوقعون سماعه،و يتظاهرن بأنهن امتداد هادئ للجدات و لو انهن في الواقع لسن أبدا كذلك..
"ما الذي يضمن ان تكون المرأة مطيعة؟" انه سؤال مضحك لأنه لا توجد ضمانات في العلاقات الانسانية أولا، وثانيا لأنه لا توجد امرأة مطيعة، قد توجد امرأة ساذجة بما يكفي لكي تؤمن انها تزوجت أفضل رجل في تاريخ البشرية وبالتالي فإن عليها ان تنفذ ما يقوله بالحرف الواحد طالما انه يعرف كل شيء عن.. كل شيء،لا يخطئ أبدا و ينجح في كل ما يقوم به في أي وقت يقوم به ! او امرأة مضطهدة لا تملك خيارا آخر غير الطاعة في الوقت الراهن، لكن عندما تحين الفرصة المناسبة لا شيء سيمنعها من التحول الى كائن متوحش يمارس الاضطهاد في حق الرجل بلا رحمة.
ربما نحن بعيدون فعلا عن طرح الاسئلة المناسبة ونحن نهم ببناء نواة المجتمع واقصد الأسرة، ربما يفسر هذا جانبا من الأعطاب التي تحيط بنا من جميع الجوانب وفي كل العوالم التي نعيش ونتنقل بينها تائهين.
في عالم البداهات الثقافية الراسخة "الراجل راجل والمرا مرا" ، ماذا يفترض ان يعني ذلك لامرأة متعلمة ومستقلة؟ متى تكون قد غادرت أرض النساء و غامرت بدخول أرض الرجال المقدسة ؟
من المؤكد أن عوالمنا تتطور بسرعات متباينة رغم ان العالم نفسه يجمعنا، يحدث ان تنشأ المرأة في محيط لا يسعها فيه إلا الاعتماد على نفسها، تخطط و تقرر وتخطئ و تدفع ثمن الأخطاء ثم تواصل بناء عالمها لبنة لبنة، وكأي إنسان يتأمل ما شيدته يداه، تتأمل عالمها و هي تتساءل عما يمكن فعله لبقاء البنيان متماسكا، عن ضمانات سعادتها بما انجزته و بما يمكن اضافته لكي يكون بناؤها أكثر بهاء، يأتي الرجل ليسألها ببلاهة: "ما الذي يضمن له ان تكون مطيعة؟ "
امرأة سعيدة بحياتها،تحاول تجنب ما يكدرها،يسألها مخلوق قدم هكذا فجأة "من علم الغيب" فيما إذا كانت مطيعة ! حسنا ربما من الأجدر بهذا النوع من الرجال ان يبحثوا في أسواق النخاسة..فقد يجدون ضالتهم.
لماذا يحتاج هؤلاء الى امرأة مطيعة؟ لماذا يصيبهم الذعر إزاء المرأة المستقلة؟
ربما يجدر بنا ان نعود الى التنشئة الاجتماعية، حيث تبرمج الإناث على نمط وجودي واحد في الحياة،ان تكون امرأة أحدهم، ويبرمج الذكور على ان الإناث تحتجنهم وانهم بذلك يملكون سلطة عليهن.
ربما كان هذا امرا واقعا بالنسبة لمعظم الناس فيما مضى(ولا زال مع الاسف صادقا بالنسبة للبعض في يومنا هذا)، حيث تنتقل المرأة صبية يافعة الى بيت زوجها، دون مؤهلات علمية او مهنية تسمح لها بإعالة نفسها، فتكون في حاجة الى الزوج في كل أمور حياتها، ومهما بلغ من قسوة او طيش او ظلم الزوج فهي مطالبة ثقافيا بالصبر والطاعة.
غير ان الأوضاع تغيرت دون ان تتغير العقليات بالإيقاع نفسه، تستطيع ربة البيت ان تتحول الى امرأة عاملة لكي تساعد الزوج او تعوض غيابه في تولي نفقات الأسرة. و بالنسبة لشريحة من النساء، فإن استقلاليتها على جميع النواحي (وليس فقط من الناحية المادية) أمر تعيشه فعليا مدة طويلة قبل ان تقرر الزواج، سؤال الطاعة إذن يبدو في سياق العالم الذي تعيشه المرأة سؤالا غريبا ومضحكا الى حد ما. لم تعد المرأة مضطرة للتعامل مع هذه العلاقة غير السوية بالرجل، ولو أن الكثير من النساء يخترن بذكاء عدم التصريح بذلك ولا طرحه للنقاش مع شركائهن، يخبرن الرجال ما يتوقعون سماعه،و يتظاهرن بأنهن امتداد هادئ للجدات و لو انهن في الواقع لسن أبدا كذلك..
"ما الذي يضمن ان تكون المرأة مطيعة؟" انه سؤال مضحك لأنه لا توجد ضمانات في العلاقات الانسانية أولا، وثانيا لأنه لا توجد امرأة مطيعة، قد توجد امرأة ساذجة بما يكفي لكي تؤمن انها تزوجت أفضل رجل في تاريخ البشرية وبالتالي فإن عليها ان تنفذ ما يقوله بالحرف الواحد طالما انه يعرف كل شيء عن.. كل شيء،لا يخطئ أبدا و ينجح في كل ما يقوم به في أي وقت يقوم به ! او امرأة مضطهدة لا تملك خيارا آخر غير الطاعة في الوقت الراهن، لكن عندما تحين الفرصة المناسبة لا شيء سيمنعها من التحول الى كائن متوحش يمارس الاضطهاد في حق الرجل بلا رحمة.
ربما نحن بعيدون فعلا عن طرح الاسئلة المناسبة ونحن نهم ببناء نواة المجتمع واقصد الأسرة، ربما يفسر هذا جانبا من الأعطاب التي تحيط بنا من جميع الجوانب وفي كل العوالم التي نعيش ونتنقل بينها تائهين.