الأحد، 28 يناير 2018

أنا حرة



أنا حرة.
ليس كأني، بهاتين الكلمتين الصغيرتين، أغزو عالم الخاضعين..
ليس كأنهما تمنحانني سيادة مطلقة على مصيري..
أنا حرة.
هذا ما تهمس به روحي وأنا أضع يدي في جيوب معطفي وأسير في طريقي نحو البيت.
بوسعي أن أتحسس النسيم البارد على وجهي بقشعريرة منتشية..
إنه مثلي، يمر عبر الأشخاص والأشياء و قلما يحتفظ بعبق روائحهم
بوسعه أن يتحول الى عاصفة كما قد يعود عليلا لطيفا..يعتمد الأمر على طبيعة الضغط "الجوي"
لا يمكنك ان تستوعبه في حيز مغلق و تتوقع منه ان يكون "نقيا"
أنا حرة.
ليس كأن هناك الكثير مما أسعى الى تحطيمه أو بنائه بهاتين الكلمتين.
ليس كأنه يعنيني إثبات شيء ببساطتهما الحاسمة.
ليس كأنهما تطمحان الى قطع رأس تنين العبودية الذي يصلى الناس ناره في كل مكان
أنا حرة.
مثل أي غيمة تمطر دون ان تعبأ بالوقت المناسب لغوث الحقول.
مثل أي نبتة تتفتح عبر شقوق الاسفلت.
مثل أي طائر لا يحتاج الكثير من التأمل لكي يفرد جناحيه و يحلق.
أنا حرة في سمائي..تأمل سماءك و لا تتردد كثيرا..حلق !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق