الأربعاء، 22 يناير 2014

حــــــــــــــــالات....


حالة عزلة
بعض الناس محاطون بالعديد من الاشخاص...اقارب، اصدقاء،زملاء عمل، جيران..
بعضهم يعيشون وحيدين...لا رفقة لهم سوى الله وانفسهم
اتعرف  أسوأ من ان تعيش وحيدا؟
ان تكون محاطا بحشد من الناس في كل وقت..ضجيجهم يملأ حياتك..لكنهم لا يرونك... وانت لا تراهم
كلما اقتربوا وازداد عددهم..كلما زاد شعورك بالعزلة والوحشة
حالة حب
بعض الناس تتسع قلوبهم لكل البشر..ينضحون بحب لا ينضب
بعضهم يوجدون صيغا للحب... اشكال..يمكن ان تكون أي  شيء ما عدا ان تكون حبا
اتعرف  أسوأ من ان تكون عاجزا عن الحب؟
ان تقدم قلبك في كل لحظة لمن تحبهم في غلاف من مال وجهد و وقت،فيأخذون كل شيء ويعيدون اليك حبك كأنه طقس غريب لشعب بدائي...او كتابة بلغة قديمة تحتاج متخصصا في الآثار لفك رموزها..."لا تنتظر كثيرا ابحث لقلبك عن متذوق للتراث بعيدا  عنا "  تقول ابتساماتهم...
حالة رعب
بعض الناس يرعبهم الموت...تخيفهم تقلبات الاقدار..يقلقهم زوال الصحة والمال...قلق وجودي يخنق كل محاولاتهم للانعتاق..
بعضهم لا يفكرون في اي من ذلك..تخيفهم الاماكن المغلقة..يرهبهم الظلام.. يهلعون لرؤية حيوان او حشرة...مخاوف مرضية تفضح هشاشة هذا المخلوق الذي يعلن بكل غرور سيادته على الطبيعة..
أتعرف  أسوأ من كليهما ؟
ان تتفاجأ من حين لآخر بهذا المخلوق فيك..هذا الذي يهاجم دون رحمة.. يحطم دون اكتراث...يخطط بكل سادية...ينبش الجروح بكل تشف...وانت اثناء كل ذلك تصيح بنفسك مرتجفا: كيف اصبحت هكذا؟ !!
حالة عبث
بعض الناس يحبون تسمية الاشياء بغير مسمياتها...ليمر اللاأخلاقي في أفعالهم بهدوء وبأقل ضجة ممكنة...
بعضهم يدافع عن هذا اللاأخلاقي بجرأة تجعلك تخجل من مجرد  التجرؤ على الاعتراض مجددا...
اتعرف أسوأ من جبن هؤلاء وفجور أولئك؟
ان يمنحك الله ( أو الطبيعة تبعا لقناعاتك) كل الفرص لتصنع المجد فترقى...
لكنك ،بكل طاقاتك، تفضل ان تبقى مجرد رائد  في صناعة القذارة...
حالة أمل
بعض الناس يأملون في أنظمة اكثر ديمقراطية...قوانين أكثر عدلا..كوكب أقل تلوثا...واقع أقل قسوة
بعضهم لا يعرفون شيئا اسمه الامل..هم فقط  يستفيدون  من اللحظة التي يملكون عوض ان يرهنوها مقابل غد لا يمتلكونه..بعد
اتعرف أسوأ من  سذاجة هؤلاء و برودة أولئك؟
 أن يحذوك الأمل وانت تبحث في التاريخ، في الجغرافيا،في اللغة، في الدين، في العلم،في الفن،  تبحث في كل أبعاد الزمان والمكان عن بعد انساني..تأمل ان يطغى الانساني على كل الابعاد...ان تنتصر انسانية الانسان على طمعه وقسوته ولامبالاته بمعاناة الاخرين..في حين أن كل شيء في الوجود البشري يخبرك بأن الانساني لا يمكن ان يعود..لأنه ببساطة لم يختف قط...فقد كان دائم الحضور..الانساني هو بالذات هذا الطمع والقسوة واللامبالاة..ففيم أملك؟
حالة سعادة
بعض الناس يبحثون عن سعادتهم في وجبة دافئة..في بيت بسقف وباب..في مخلوق صغير يتحرك بصعوبة لينطق بابا..ماما ويكبر ليتحدى بسهولة كلا العجوزين..
بعضهم بنى السعادة منازل فخمة،قطع أثاث نادرة، شواهد من ارقى جامعات الكوكب...لكنه لم يجد بعد مفتاحا للاستمتاع بكل ذلك وحيدا
أتعرف أسوأ من هؤلاء وهؤلاء؟

ان تنشغل  بالتأمل في شروط السعادة..فتشقى  بلحظيتها..زئبقيتها...وتنسى ان تعيشها..أن تفقد الطعم الجميل الذي تنتشي به روحك  كلما تسلت السعادة  بالتوقف عند بابك بشكل غير متوقع..

هناك 5 تعليقات:

  1. Salam c'est fatima zahra de 1SM
    اجد في مقالتك يا استاذتي عزاء لنفسي فانا اعيش في يومي كل الحالات بدأ من حالة العزلة الى السعادة!
    ولكن فانا على أقل لا أنشغل بالتأمل في شروط السعادة ! لانني على يقين انن ليس لسعادة شروط!

    ردحذف
    الردود
    1. عزيزتي فاطمة الزهراء يسرني ان تمري لقراءة كلماتي فتقرأين فيها نفسك...من الطبيعي ان نمر في حياتنا بحالات مماثلة لما كتبته و ذلك نظرا لتعدد التجارب وغنى المعيش..اما عن وجهة نظرك حول السعادة فهي احسن ما يمكن للانسان اعتناقه كرأي..نعم ليس للسعادة شروط محددة والا لاصبحت مجرد حلم او خيال او وهم..علينا ان نتعلم كيف نعيشها..فنراها في كل ما نملكه عوض البحث عنها فيما لا نملكه...

      حذف
  2. شرح بسيط متكامل شامل يا أستاذتي أسرعي بتأليف كتاب فموهبتك فريدة هيا أسرعي

    ردحذف
    الردود
    1. هههههه اشكر لك حسن الثقة يا عز الدين وممتنة كثيرا لتشجيعك

      حذف
  3. بالنسبة لي سعادتي اجدها في أشياء بدون قيمة عند الاخرين ولكنها تعني لي الكثير ، كالرائحة التي تعبق من التربة بعد نزول المطر فانا بكل بساطة اعشقها! فانا لست متطلبة فيما يخص السعادة!

    ردحذف