السبت، 25 يناير 2014

البيئة...الاولوية المؤجلة

لقاء قيم حول الاشكاليات البيئية الكبرى بالجهة نظمه اليوم  مركز واد سوس للدراسات والابحاث، أطره الاستاذ خالد العيوض وحضره عدد من الباحثين والمهتمين بالشأن البيئي ومن ضمنهم مديرة المرصد الجهوي لشؤون البيئة...
كلما طرح النقاش حول البيئة اشعر بقلق عميق، ففي ظل تدهور الوسط البيئي بوتيرة خطيرة يبقى الجهد المبذول فعليا في الواقع أقل بكثير مما ينبغي..ليس فقط على مستوى وطني ولكن ايضا على مستوى دولي..
هل نحتاج الى المزيد من القوانين؟ يبدو انه لدينا ترسانة قانونية تحتاج الى تفعيلها
هل يكفي رصد الاختلالات البيئية واسبابها؟ والتوعية والتحسيس باهمية احترام مكونات البيئة والحفاظ عليها؟
لا أظنه يكفي لان أكثر ما يتأذى منه المجال الحيوي على الكوكب لا يعود فقط الى عاداتنا في استعمال المياه او طرق تخلصنا من النفايات ولكن يعود الى خيارات سيئة في التصنيع وفي التوسع العمراني..وهذه تحتاج الى قرارات سياسية لتعديلها..والساسة لا يهتمون وهم على الكراسي الا بالاصوات والاموال التي ستعيدهم الى الكراسي في الولاية اللاحقة..
الرهان هنا هو في توجه فعاليات المجتمع المدني الى الضغط على الساسة (بورقة الناخبين) لجعل المشكلات البيئية على قائمة اولوياتهم.
اتذكر هنا قولة " اذا اردت ان تطاع اطلب ما في المستطاع" وهذا يعني ان هذا الضغط ينبغي ان يترافق مع رؤية واضحة للبدائل التي تطرح على ارباب المعامل و اصحاب الوحدات الانتاجية و واضعي سياسات التعمير لاستباق اي تدبير سيء للمجال..
باختصار ما زال امامنا عمل جدي و شاق على مستوى البحث الاكاديمي و العمل الميداني والنضال الحقوقي حول قضايا البيئة،وهي المنافذ التي ينبغي العمل من خلالها بشكل متواز لتطويق اختلالات المجال البيئي..لكي لا يبقى الحديث عن الحق في البيئة السليمة او حق الاجيال القادمة في ثروات الكوكب شبيها بباقي حقوق الانسان الاخرى التي كلما تم اعلاؤها والتغني بها في المواثيق الدولية والمؤتمرات الا وتزامن ذلك بانتهاكاتها الفظيعة في بقاع متعددة من المعمور..

هناك تعليق واحد: