الأربعاء، 13 يناير 2016

الكرامة شأن حكومي

بضع ملاحظات للتفكير بصوت عال:
- يتم تعنيف المحتجين بشكل دموي في مدينة انزكان و في اليوم الموالي يحل وزير العدل الرميد في مدينة اكادير لحضور اشغال ندوة حول استقلال القضاء، وحسب ما نشرته بعض الصحف طلبت الوالية زينب العدوي من الرميد الاجتماع بمجموعة غاضبة من الاساتذة المتدربين الذين كانوا هناك اثناء الندوة
- تصريحات لمسؤولين مختلفين (من بينهم رئيس الحكومة) تفيد تارة بعدم علمهم بتعنيف المحتجين وتارة اخرى بدعمهم لقرار المنع
- تصريح لوزير الداخلية اكد فيه ان قرار المنع تم باتفاق مسبق مع رئيس الحكومة
- تصريح لرئيس الحكومة امام مجلس المستشارين يقسم فيه انه لم يكن على علم بتعنيف المحتجين لكنه يتحمل مسؤولية ما حدث
- بثت القناة الثانية في نشرتها المسائية تصريح وزير الداخلية دون اي اشارة الى تصريح رئيس الحكومة.
لدي اعتقاد ان رئيس الحكومة لم يكن في الغالب على علم بتعنيف المحتجين ( موافقته على منع التظاهر لا تعني الموافقة على التعنيف لان المنع يمكن ان يتم بطرق مشروعة بعيدة تماما عن التنكيل)
يحاول رئيس الحكومة في دعمه لرجال الامن ان يحافظ على تماسك بيته الحكومي وقد ذكرني كلامه الموجه ل "سي حصاد" (ولا ادري الى اي حد تجوز المقارنة في هذا السياق) بخطاب مطول للرئيس المصري السابق محمد مرسي وهو يوجه كلامه لعناصر الجيش: "عندنا في الجيش رجالة زي الذهب..." وكان في الصف الامامي من الحضور الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي وكان وزيرا للدفاع انذاك، كان يجلس في ثقة وعلى وجهه ابتسامة ذات معنى، فكرت في نفسي ساعتها ان مرسي يحاول المهادنة لكن شيئا ما اخبرني ان ذلك لن يفيد بشيء، و بالفعل لم يفد بشيء لانه في واقعة غريبة يقبل وزير الدفاع على ازاحة الرئيس المنتخب و يزج به في السجن ليحل محله لاحقا.
يحاول عبد الاله بنكيران المهادنة، ولسان حاله و وزراء حزبه "نحن نحاول الاشتغال في ظروف ممانعة شرسة، لا يمكن ان تكون الملفات الحقوقية اولوية بالنسبة الينا في الظرفية الراهنة"
لذلك في واقعة غريبة اخرى يصدر قرار بتعنيف دموي للمحتجين ينفذه رجال الامن و يصرح رئيس الحكومة بعدم علمه به.
ان يتحمل مسؤولية ما حدث ستعني في الغالب ان يتحمل غضب و شتائم الجماهير و يتلقاها بصبر لان خيار فتح تحقيق و تقديم المسؤول عن تعنيف المحتجين للعدالة لا ينسجم مع خيار المهادنة
ان كان القصد هو احراج الوزراء الملتحين وشحذ الغضب الشعبي ضدهم فالامر ينجح تماما، لان الناس لن يتفهموا -وهذا حقهم- كيف يتم تعنيف مواطنين مسالمين بشكل وحشي ثم يتصرف ممثلوهم الذين وصلوا الى المناصب الحكومية باصوات الناخبين بشكل سلبي كما لو ان دماء الضعفاء كرامتهم ليست شأنا حكوميا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق