الجمعة، 15 نوفمبر 2013

ماذا تريد النساء؟



 سؤال قد يطرحه بتأفف بعض الرجال الذين تزعجهم مناسبات مثل الثامن من مارس،والذين  ينظرون الى نشاط الحركات النسائية بكثير من التوجس والعدائية، لسان حالهم يقول:
"ماذا تريد النساء؟ يستفدن من الحق في التعليم مثلنا،يحصلن على وظائف مثلنا،أو أحسن منا أحيانا،يترشحن لمناصب الدولة ويتقلدنها...ماذا تريد النساء؟ !! ان نصير عبيدا لديهن؟؟ !!"
أسئلة تعبر عن موقف رجل لم يتخلص بعد من رواسب عقلية ذكورية متجذرة في صلب ثقافتنا،رجل يخشى زعزعة امتيازات ثقافية أصبحت بحكم الممارسة التاريخية حقا مشروعا،والا فمن ذا الذي يمن على المرأة تعليمها؟ او حقها في الانتاجية الى جانب الرجل؟
يتساءل الساسة ايضا "ماذا تريد النساء؟" وفي عمق الاهتمام الظاهري بقضايا النساء نفاق سياسي واضح يفضحه استخدامها في المزايدات كورقة رابحة تفحم الخصوم السياسيين،من هنا يصبح كم الهيئات ومشاريع القوانين التي تؤسس وتوضع لمعالجة قضايا المرأة مفخرة في حد ذاتها بغض النظر عما تحققه من مكاسب على ارض الواقع،وتصبح الارقام المؤشرة على تمثيلية النساء في مؤسسات ومناصب الدولة الهاجس الأكبر،فهي تساعد على تسويق صورة مسار متقدم في مجال تمكين المرأة،المشكلة فقط انها صورة تختزل عطاء المرأة في أرقام،فهي تفرض حضورها كرقم ولا تمتد لاحتضان حضورها ككفاءة.وهي مغالطة تنساق وراءها العديد من الفعاليات النسائية المغربية عندما تجعل من رفع هذه الارقام رهانها الاساسي.
قلة متنورة من الرجال تطرح السؤال أعلاه بشكل مغاير تماما،فهم عندما يتساءلون : "ماذا تريد النساء؟" يفكرون معهن في الخيارات المتاحة،واشدد على عبارة التفكير معا في الخيارات،فهم يعرفون جيدا ان منطق الوصاية اثبت إفلاسه منذ زمن،يعرفون ان خيارات النساء تؤثر على حياة الرجال،وانه يجدر التفكير معا في خيارات ترقى بجودة الحياة المشتركة للجميع،فالانطلاق من منطق الصراع يعني انه لا بد من فائز وخاسر في النزال،لكن الكل يخسر الحرب في النهاية،فالمرأة المضطهدة المقهورة لن تكون أبدا الشريكة المثالية لرجل متوازن سوي،ولا الأم المطلوبة لجيل يراد له ان يكون خلاقا ومبدعا،أما الرجل المحطم الكبرياء والمغلوب على امره فلن يكون أبدا الشريك المطلوب لامرأة سوية تقدر ذاتها،ولا النموذج الابوي الذي قد يرغب الابناء بالاقتداء به.ان الحرص على بناء العلاقات الاسرية(سواء كانت علاقة زوجية،علاقة ابوة/بنوة،او علاقة اخوة او غيرها) بشكل سوي ينأى عن ثنائية مهيمن ومهيمن عليه يجنب الأسرة -وهي نواة للانتاج واعادة الانتاج- الكثير من العقد و الامراض الاجتماعية.
اما في ميدان العمل يفترض ان تحل قيم الكفاءة والانتاجية والحقوق والواجبات محل اي اعتبارات اخرى متعلقة بجنس العامل او العاملة،اذ ليس من المقبول اقصاء المرأة من أداء دور ما لمجرد انها أمرأة كما لا يعقل ان يتم اسناده اليها فقط من منطلق التعاطف مع كونها أمرأة.
لكن ما الذي يحدث عندما تطرح النساء انفسهن السؤال اعلاه؟ لنقل اولا ان النساء لسن طبقة متجانسة سواء تعلق الامر بالنساء المغربيات او غيرهن،انهن شرائح مختلفة جدا من حيث الانتماءات الطبقية،مستوى التعليم، من حيث المهن والأدوار الاجتماعية،وسيكون من باب الادعاء ان يتحدث متحدث او متحدثة عن تمثيله للنساء المغربيات كما لو تعلق الامر بفئة متجانسة من المواطنين.
" ماذا تريد النساء؟ مستشفى تضع فيه مولودها بأمان، ودورا للطالبات تمكنهن من اتمام تعليمهن،ظروف عيش افضل تعفي الآباء من تشغيل بناتهن كخادمات، الدفء لهن ولذويهن في مواجهة ثلوج المناطق الجبلية..." ربما تعبر امرأة قروية عن مثل هذه المطالب لتبين ان مطالبها تنموية، ولا تحفل كثيرا بمن يتخذ القرارات في الحكومة او قبة البرلمان،رجالا كانوا او نساء طالما جاءت القرارات سريعا بحلول ناجعة لمشكلاتها.
" ماذا تريد النساء؟ شهادات عليا يؤهلها اليها ذكاؤها،وظيفة مناسبة تتوج مسارها التعليمي،وان تكون زوجة واما" قد تصرح بهذا بعض نساء المجال الحضري وفي عمق التصريح تساؤل غير معلن عن كيفية التوفيق بين طرفي معادلة تبدو صعبة:ان تكون بالكفاءة المطلوبة في العمل وفي البيت..
            يمكن للنساء ان تنتزعن قوانين تؤهلهن لولوج اي منصب شئن،لكنهن يعرفن جيدا ان لا وجود لقوانين او مؤسسات ترغم الرجل (ابا او اخا او زوجا) او تصنع منه شخصا متعاونا وسعيدا بنجاحها في عملها ومشاركا في نجاحاتها،وليست كل النساء تسعى الى نجاح بطعم هزيمة الاخر،ربما تريد البعض منهن ان ترتاح من القتال على بعض الجبهات،فتتساءل عن تسوية مربحة لها وللرجل.
لهذا فان العمل المضني بحق يكمن في الاشتغال على الوعي الجمعي، وعي كل من النساء والرجال على حد سواء،وذلك بتحطيم الاعتقاد بتفوق طرف ودونية اخر، تحطيم الاعتقاد بان نجاح المرأة يتضمن ضرورة فشل وهزيمة الرجل،لان هذه الصورة النمطية عن علاقة صراعية ازلية بينهما هي ما يعوق تقدمهما معا.
Nezhamlihat@gmail.com

أكثر لباقة مما ينبغي



 
برلمانية تغازل بنكيران في البرلمان،بعبارات مماثلة او شبيهة بهذه عنونت بعض المقالات وصفها لما جرى اثناء مداخلة النائبة البرلمانية بشرى برجال عن فريق الاتحاد الدستوري،وكانت العبارة نفسها هي العنوان الذي نشر به مقطع الفيديو الذي يصور تلك المداخلة على موقع يوتيوب.
شاهد الفيديو عشرات الالاف من الاشخاص وكل منهم لا شك استفزه العنوان لمشاهدة هذا الحدث غير المسبوق،الذي قد يضفي مزيدا من الزخم الاعلامي حول شخصية بنكيران التي تحظى اصلا  بالكثير من الاضواء بعد توليه منصب رئاسة الحكومة،ولا نستطيع الجزم فيما فكر به كل من هؤلاء لكن من الواضح ان العناوين  تقدم قراءة معينة لما حصل و توجه القارئ والمشاهد في اتجاه تبنيها.
وكان الاحرى بالاقلام التي تدعي الاحترافية والموضوعية ان تنأى بنفسها عن الانزلاق في قراءات متسرعة ومثيرة للجدل حول ما حصل.ففي حقيقة الامر كانت مداخلة السيدة برجال في غاية الادب،وقد ارتأت القاء مجاملة لطيفة حول ربطة عنق رئيس الحكومة لكي تحيي من خلال تلك المجاملة حرمه وجميع النساء وجميع الرجال،مؤكدة على التكامل بين مكونات المجتمع بنسائه ورجاله،قبل ان تناقش موضوع مداخلتها والمتعلق بالعنف الاسري وتقدم انتقاداتها لمواقف الحكومة وخياراتها بأسلوب راق ومحترم،وتوقفت عن الحديث بمجرد ان تم ابلاغها بانتهاء الوقت المخصص لمداخلتها رغم انها لم تتمم حديثها بعد.
بغض النظر عن محتوى المداخلة و بغض النظر عما اذا توفقت السيدة برجال في اختيار تلك المجاملة كمدخل لانتقاد سياسة الحكومة،فان قراءة مداخلتها بعنوان "مغازلة رئيس الحكومة" فيه  مجانبة لحقيقة  ما حصل بشكل موضوعي،قراءة فيها تجاهل و تبخيس لمحتوى المداخلة ومحاولة لحشرها في تصور ضيق لطبيعة التواجد النسائي في اي مكان،حتى لو كان هذا المكان هو البرلمان حيث تناقش القضايا المصيرية للامة.
لقد اصبح برلماننا منذ مدة موضوع تتبع إعلامي،لانه في غير ما مناسبة كان مسرحا لاحداث هزلية حقيقية كان ابطالها اشخاصا لم يحترموا الناخب المغربي الذي تتبع لغطهم على الهواء مباشرة،وتعلم منهم تعابير سوقية جديدة تماما على مسمعه،وشعر الجميع بالحاجة الى ثقافة سياسية جديدة تبني النقاش على حسن الحوار والادب في التخاطب من اجل تركيز التفكير في القضايا لا الاشخاص،وفي رأيي ان مداخلة السيدة برجال تدخل في سياق السلوك المطلوب تماما،فهل كانت اكثر لباقة مما ينبغي بالنسبة لفهمنا؟
NezhaMlihat@gmail.com

نصرة لغزة...


نزهة مليحة
السبت 17 نونبر 2012

منذ عام 2009 احتفظ بملف من الصور التي قمت بتحميلها انذاك بفضل الشبكة العنكبوتية حول عدوان دولة اسرائيل الغاصبة على غزة..اتذكر شعوري ايام العدوان وبعده وهو نفس شعوري الان..الغضب الشديد..كنت كلما عدت الى الصور اتاملها يزداد غضبي وحنقي وسخطي..وكلما رايت على شاشة الاخبار الحصار والتجويع والاهانة بعد ذلك العدوان، اجتاحني شعور جارف بالظلم و"الحكرة"..
كنت قد نشرت تلك الصور على صفحتي باحد المواقع..وكانت تحمل ادلة واضحة على استعمال اسلحة محرمة دوليا(القصف بالفوسفور الابيض وقنابل دايم) وعلى ارتكاب جرائم ضد الانسانية وعلى استهداف المدنيين(اجساد اطفال في عمر الزهور ممزقة كانها دمى بالية وقذيفة تخترق راس طفل سنه اقل من عشر سنوات)..اتذكر اني نشرت تحت كل منها عبارة مقتضبة "اسرائيل يجب ان تحاسب"...الكثير من المقالات حول الموضوع انذاك والكثير من النقاشات..والكثير من اشكال التضامن الرمزي "اونلاين" مع معاناة الغزاويين...لكن اسرائيل لم تحاسب قط بل فوجئت بعدها ببلادي تستضيف تسيبي لفني على هامش اشغال معهد اماديوس بطنجة وهي التي اصدرت العديد من الدول "غير العربية وغيرالمسلمة" بحقها مذكرة توقيف دولية لضلوعها في جرائم غزة...شعرت بالغضب مرة اخرى وان حرمة ارض بلادي تستباح كما استبيحت دماء اهل غزة..
واليوم مرة اخرى يعود الكيان الصهيوني لقصف غزة كما لو كان مجرد طفل مشاغب يلهو كلما حلا له ذلك بتعذيب حيوانات يحتجزها في الحديقة الخلفية لمنزله،فلا يجوز ردعه ولا محاسبته..اذ يمكن التعلل طوال الوقت بانه عاقب الحيوان بعد ان هاجمه هذا الأخير وأخافه وكاد يعضه !!
وبالنسبة للجيران فمنظر الطفل الخائف يثير الشفقة والتعاطف اكثر بكثير من انين الحيوانات الجريحة والمنهكة من طول  مدة التعذيب ووحشيته...
نشرات الاخبار المتعاقبة عن قصف وتعذيب وتقتيل مواطني سوريا،عن حصار وقصف اهل غزة،عن ابادة شرسة في حق مسلمي الروهينجيا ببورما،عن ردود افعال دامية حول الفيلم المسيء وغيرها اخبرتني ان وضع العرب والمسلمين اعقد بكثير من ان تحله موجة غضب عارمة..فغضبنا – اذا غضبنا – لا يكون الا نارا تلتهم ما تبقى من طاقتنا،وعندما تخبو هذه النار لا تخلف الا رمادا تذهب به اول هبة ريح..
ما العمل اذن؟
سؤال جيد..لان الامر كله يتعلق بالعمل الذي يجب ان نقوم به..بالتغيير الذي يجب ان نكون طرفا فيه لا ان ننتظر حصوله..
ان يكون لدولنا العربية والإسلامية موقف سياسي واستراتيجي فعال مما يحصل في العالم يفترض ان تكون لدينا سياسة خارجية قوية وان يكون لنا وزن دولي..هذا الاخير يمر عبر استقلاليتنا الاقتصادية والسياسية..استقلاليتنا تتطلب القطع مع الاستبداد والفساد..والانتقال الى دولة الحق والقانون والمحاسبة..ولا يشيد دولة كهذه الا مواطنون يملكون من الاطلاع وروح النضال ما يكفي لخوض معركة كل يوم ضد انفسهم لجعلها تتحمل مسؤولية واجباتها،وضد كل مساس بحقوقهم كمواطنين..
انه الجهاد الذي لا يقوى عليه معظمنا عادة.. جهاد كل يوم..ان النضال من اجل حقوق الانسان يضع على عاتقنا مسؤولية الهدم واعادة البناء ان تطلب الامر..ومن المؤكد انه كلما انخرطت اعداد اكبر من شعب المليار مسلم في اوراش البناء بكل صبر وتفان كلما كانت اعتداءات الكيان الصهيوني او اي كيان قد ياخذ مكانه تاريخيا اقل وقاحة وغطرسة..
لا يملك الاسير لنصرة الاسير غير الحزن والاسى والصراخ غضبا في افضل الاحوال..تخلص من قيودك اولا تكن قادرا على تحرير غيرك من قيودهم..

الفيلم المسيء فيلم سياسي بامتياز


لقد صدق  صاحب براءة المسلمين في امر واحد على الاقل،وهو ان فيلمه ليس دينيا بل سياسيا،فهو لم يناقش ولم ينتقد ولكن حكم على الاسلام ونبيه من منظور ايديولوجي محدد، فالخطابات التي تحوم حول التاكيد على وجود (او ايجاد) صراع بين الحضارات والثقافات المختلفة سواء صدرت عن اكاديميين كالاستراتيجي الامريكي صموئيل هنتنغتون او عبرت عنها الاعمال "الفنية" التي تطرح بين الفينة والاخرى،اقول تلك الخطابات اعطت دوما للسياسيين مبررات لتحقيق مكاسب لم يكونوا ليتمكنوا من تحقيقها لولا ذلك،ففي مناسبات متعددة ادى اللعب على وتر الخوف لدى المواطنين (من المسلمين المتطرفين او من الارهاب) الى القبول بتمرير قوانين لم تكن لتمرر لو لم تتم تغذية مشاعر الخوف لدى الناخبين،قوانين تشرعن لمحاصرة الحريات الفردية واخضاع المواطن لرقابة الحكومة بشكل مستمر(كقوانين مكافحة الارهاب التي تتضمن اجراءات استثنائية تسمح بتفتيش المنازل ومراقبة الاتصالات الهاتفية وفتح المراسلات وغيرها وهي قوانين تم اعتمادها تباعا في عدد من الدول التي تعرضت لهجمات ارهابية).
في حالة الفيلم الذي نتحدث عنه هنا،فالخطأ الذي يقع فيه المسلمون هو التحرك بعنف للرد على كل محاولة استفزاز لمشاعرهم الدينية ولمقدساتهم والاولى ان يسعوا عبر الحوار الهادئ الى ترسيخ ارضية من الاحترام المتبادل بينهم وبين غيرهم،على اساس ان الاخر لا يمكنه ان يحترم بصدق ما لا يعرفه وان اول ما يعرفه عن الاسلام هو سلوك المسلمين ولذلك فكل مسلم مسؤول عن تحري قيم الدين واخلاقياته في سلوكاته وتعاملاته اليومية.اما الخطأ الذي يقع فيه غير المسلمين فهو التجاوب مع محاولات التخويف بالخوف الفعلي من دين يجهلونه واتخاذ موقف عدائي على اساس ما ينقله ويخبر به اشخاص اخرون،وقد حدث ذلك من قبل عند تصويت السويسريين بالاغلبية على قرار منع بناء مآذن المساجد تجاوبا مع الخطاب التخويفي لحزب يميني متطرف.وهو تكتيك ناجح سياسيا،فالشخص الخائف لا يفكر فيما اذا كان خوفه مبررا او اذا كان موضوع خوفه مخيفا فعلا،او اذا كان في خطر حقيقي،او ما اذا كان الاجراء المتخذ مناسبا لحجم الخطر المحتمل..ان الشخص الخائف يبحث عن الامان،وهنا يتقدم رجل السياسة لطمأنته بان لديه المشروع السياسي اللازم لتأمينه وانه ان وضع ثقته فيه سيعمل على درء الخطر عنه...ينبغي فقط ان نقول ان الخائف ليس حرا ازاء ما يتخذه من خيارات...واذا كانت الدساتير تكفل حرية التعبير لافرادها،فانها ايضا يجب ان تكفل مناخا من الابداع بعيدا عن خطاب التخويف،وليدع المبدع جمهوره يكتشف بالحجة والاقناع ما لا يوافق مبادئه ( مبادئ الجمهور) عوض استثارة خوف الناس ورعبهم مما لا يعرفون.

براءة المسلمين....ومحاكمة نبيهم !!!



ليست المرة الاولى التي تتعرض فيها بعض الاعمال "الفنية" لشخصيات الانبياء،ففي فرنسا اقتحمت جمعية ,,,,,,,,,,, المدافعة عن المسيحية مسرحا في,,,,,,,,,, لإيقاف عرض مسرحية تتضمن مشهدا يرجم في المسيح عيسى (عليه السلام) من قبل الاطفال.
وقبل ذلك اثارت رسوم كاريكاتورية حول النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ضجة حول تجسيدها للنبي الكريم وحول محتواها الساخر والمهين.
الا ان فيلم براءة المسلمين ذهب بجرأته ( ووقاحته) بعيدا هذه المرة،فصاحبه الذي يعتبر الاسلام سرطانا يقترح ان تتم محاكمة النبي محمد بعد عرض الفيلم.
سام باسيل الذي صرح فيما بعد انه فوجئ بردة الفعل التي خلفها عرض مقاطع فيديو من فيلمه كان على الارجح يعرف جيدا ما قد يثيره في نفوس المسلمين،فالفيلم تقنيا فيلم هواة واشبه بال Parodie ،يقدم في بدايته "المتطرفين" المسلمين حفاة وبلحى ضخمة مزيفة وثياب بيضاء يقومون باعمال عنف وقتل.ثم يتناول الفيلم بعد ذلك مصدر كل تلك الهمجية والعنف (من وجهة نظر صاحب الفيلم) فيعرض اطوار قصة حياة نبي الاسلام بشكل فيه الكثير جدا من السخرية والتجني والكذب على الوقائع التاريخية،ويمكن القول ببساطة ان الفيلم تعمد اظهار النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في اسوأ صورة ممكنة.
الفعل ورد الفعل
لقد كان الفعل مشينا جدا وعدائيا جدا و وقحا جدا،وكان رد الفعل الاول من قبل بعض المسلمين القيام بمظاهرة سلمية في مصر،ثم هجوم دام في ليبيا،وينبغي ان نقول احقاقا للحق ان قتل بعض الامريكيين بسبب فعل ارتكبه امريكيون اخرون لا يحل العدالة ولا يرجع الامور الى نصابها،بل يؤكد ما يحاول الفيلم ان يروج له من همجية المسلمين وقيام دينهم على العنف.
وقد كان في موقف جمعية,,,,, بلندن تعبير حضاري عن رفض الفيلم ومحتواه بتوزيع اكثر من مائة الف نسخة مجانية من المصحف الشريف والسيرة النبوية حتى يقرأ المشاهد ويحكم بنفسه على مصداقية الفيلم ومحتواه.
عبرالموقف الامريكي الرسمي منذ بداية الاحتجاجات عن رفضه لكل ما يسيء للاديان وان الفيلم انتاج شخصي يعبر عن اراء اصحابه وان الادارة الامريكية بالمقابل لا تستطيع التعرض لمنتجي الفيلم لان ذلك يمس بحرية التعبير التي يكفلها دستور بلادهم.