الجمعة، 15 نوفمبر 2013

أكثر لباقة مما ينبغي



 
برلمانية تغازل بنكيران في البرلمان،بعبارات مماثلة او شبيهة بهذه عنونت بعض المقالات وصفها لما جرى اثناء مداخلة النائبة البرلمانية بشرى برجال عن فريق الاتحاد الدستوري،وكانت العبارة نفسها هي العنوان الذي نشر به مقطع الفيديو الذي يصور تلك المداخلة على موقع يوتيوب.
شاهد الفيديو عشرات الالاف من الاشخاص وكل منهم لا شك استفزه العنوان لمشاهدة هذا الحدث غير المسبوق،الذي قد يضفي مزيدا من الزخم الاعلامي حول شخصية بنكيران التي تحظى اصلا  بالكثير من الاضواء بعد توليه منصب رئاسة الحكومة،ولا نستطيع الجزم فيما فكر به كل من هؤلاء لكن من الواضح ان العناوين  تقدم قراءة معينة لما حصل و توجه القارئ والمشاهد في اتجاه تبنيها.
وكان الاحرى بالاقلام التي تدعي الاحترافية والموضوعية ان تنأى بنفسها عن الانزلاق في قراءات متسرعة ومثيرة للجدل حول ما حصل.ففي حقيقة الامر كانت مداخلة السيدة برجال في غاية الادب،وقد ارتأت القاء مجاملة لطيفة حول ربطة عنق رئيس الحكومة لكي تحيي من خلال تلك المجاملة حرمه وجميع النساء وجميع الرجال،مؤكدة على التكامل بين مكونات المجتمع بنسائه ورجاله،قبل ان تناقش موضوع مداخلتها والمتعلق بالعنف الاسري وتقدم انتقاداتها لمواقف الحكومة وخياراتها بأسلوب راق ومحترم،وتوقفت عن الحديث بمجرد ان تم ابلاغها بانتهاء الوقت المخصص لمداخلتها رغم انها لم تتمم حديثها بعد.
بغض النظر عن محتوى المداخلة و بغض النظر عما اذا توفقت السيدة برجال في اختيار تلك المجاملة كمدخل لانتقاد سياسة الحكومة،فان قراءة مداخلتها بعنوان "مغازلة رئيس الحكومة" فيه  مجانبة لحقيقة  ما حصل بشكل موضوعي،قراءة فيها تجاهل و تبخيس لمحتوى المداخلة ومحاولة لحشرها في تصور ضيق لطبيعة التواجد النسائي في اي مكان،حتى لو كان هذا المكان هو البرلمان حيث تناقش القضايا المصيرية للامة.
لقد اصبح برلماننا منذ مدة موضوع تتبع إعلامي،لانه في غير ما مناسبة كان مسرحا لاحداث هزلية حقيقية كان ابطالها اشخاصا لم يحترموا الناخب المغربي الذي تتبع لغطهم على الهواء مباشرة،وتعلم منهم تعابير سوقية جديدة تماما على مسمعه،وشعر الجميع بالحاجة الى ثقافة سياسية جديدة تبني النقاش على حسن الحوار والادب في التخاطب من اجل تركيز التفكير في القضايا لا الاشخاص،وفي رأيي ان مداخلة السيدة برجال تدخل في سياق السلوك المطلوب تماما،فهل كانت اكثر لباقة مما ينبغي بالنسبة لفهمنا؟
NezhaMlihat@gmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق