الجمعة، 15 نوفمبر 2013

ما الذي يمنعك من تقدير ذاتك؟


تحدث ابراهام ماسلو عن الحاجة الى تقدير الذات،واعتبرها من بين الاحتياجات النفسية المهمة التي يسعى الانسان الى اشباعها،وبغض النظر عن الانتقادات الموجهة لنظرية ماسلو حول ترتيب الاحتياجات النفسية او كيفية اشباعها،فلا يمكن تجاهل حاجة الانسان العميقة الى الثقة وتقدير ذاته.
واحيانا كثيرة ما نربط تقدير الذات بالانجاز،فنحن نقدر ذواتنا أكثر كلما كنا اكثر قدرة على تحقيق أشياء بعينها..إذ نعتقد اننا سنكون أقدر على احترام أنفسنا او اننا سندفع الاخرين الى احترامنا أكثر بفضل ما حققناه.
ربما لهذا السبب نجد تقدير بعض ربات البيوت لأنفسهن متدن للغاية، ما دامت الواحدة منهن تنظر الى نفسها على انها عالة على زوجها،او انها كائن غير منتج وغير قادر على الانجاز فتستسلم لرتابة المعيش اليومي،وتقوم بأعمال البيت بشكل آلي رتيب يفرغ وجودها من كل معنى...
أخريات قد تنظرن الى مهمة العناية بالاسرة والبيت على انها أقل بكثير من مستوى مؤهلاتها،فينتهي بها الأمر الى التمرد على هذه الوظيفة اواهمالها بشكل تام.
بالنسبة لهن جميعا،ليس هناك انجاز يمكن تحقيقه داخل البيت..لا تحديات ولا رهانات يمكن كسبها وانتزاع التقدير بفضلها..اذا كان ثمة انجاز فهو خارج اسوار المنزل..
ما لاتعرفنه ربما هو ان النساء خارجا لسن أقل حيرة او قلقا منهن..
فها هي الطالبة التي تتقدم بخطى ثابتة في دراساتها العليا،وتحصل على نتائج مشرفة ،ترى نجاحها يستقبل من طرف المحيطين بها بابتسامة هادئة وعبارات من قبيل: "عندما تحصلين على زوج لن تعودي بحاجة الى كل هذه الشواهد"، " ربما بشهادتك هذه تحصلين على عمل مناسب تساعدين به ابن الحلال عندما يتقدم لك"...
وعندما تحصل على عمل يكون عليها – خصوصا في بعض المهن- ان تربح رهانين،لا تدري من وضعهما وباي مبرر لكنها تنخرط في محاولة كسبهما على اي حال:
رهان ان تقوم بعملها كما ينبغي، ورهان آخر تثبت به قدرتها على القيام به أفضل من زميلها الرجل ( "والا فما القيمة المضافة لتشغيل امرأة بدل الرجل " قد يعلق البعض)
إذا عبرت عن قلقها أو تأثرت بالضغوطات التي تتعرض اليها في مجال العمل فهي انفعالية ( "وهذه هي مصيبة العمل مع النساء !" يسخر البعض) واذا اظهرت تماسكا ورباطة جأش في المواقف الصعبة فهي مسترجلة و"فاقدة لكل حس انثوي"  يسخر البعض الاخر.
مشكلة المرأة في الحالات السابقة ان تقديرها لذاتها مرتبط بالتلاؤم مع نماذج معدة سلفا..فعندما يقال لها انها لن تستحق الاحترام ما دامت ربة بيت فهي تبحث عن ذاتها خارجه،وعندما يختزل كل وجودها في الانجاب والعناية بالاسرة تتكسر كل نجاحاتها العلمية والمهنية وتفقد كل معنى..
تعرفين عزيزتي المرأة؟ حيث لا وجود لمعنى...لا وجود لحياة. يحتاج الكثير منا (رجالا ونساء) الى ايجاد المعنى الكامن وراء ما يفعلونه كل يوم..وقد نقتبس هذا المعنى من المحيطين بنا،وقد نقوم بخلقه حيث لا يوجد..لماذا نفعل ذلك؟ لسبب بسيط..احيانا لكي نجد الدافع الذي يحفزنا الى الابداع، واحيانا اخرى لكي نجد المتعة في القيام مجددا بما نقوم به كل يوم..
تريدين تقديرا عميقا لذاتك ينبع من اعماقك ويشع فيرغم كل من حولك على تقديرك بدورهم؟
اليك الجواب : جدي المعنى فيما تقومين به..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق