الجمعة، 15 نوفمبر 2013

نصرة لغزة...


نزهة مليحة
السبت 17 نونبر 2012

منذ عام 2009 احتفظ بملف من الصور التي قمت بتحميلها انذاك بفضل الشبكة العنكبوتية حول عدوان دولة اسرائيل الغاصبة على غزة..اتذكر شعوري ايام العدوان وبعده وهو نفس شعوري الان..الغضب الشديد..كنت كلما عدت الى الصور اتاملها يزداد غضبي وحنقي وسخطي..وكلما رايت على شاشة الاخبار الحصار والتجويع والاهانة بعد ذلك العدوان، اجتاحني شعور جارف بالظلم و"الحكرة"..
كنت قد نشرت تلك الصور على صفحتي باحد المواقع..وكانت تحمل ادلة واضحة على استعمال اسلحة محرمة دوليا(القصف بالفوسفور الابيض وقنابل دايم) وعلى ارتكاب جرائم ضد الانسانية وعلى استهداف المدنيين(اجساد اطفال في عمر الزهور ممزقة كانها دمى بالية وقذيفة تخترق راس طفل سنه اقل من عشر سنوات)..اتذكر اني نشرت تحت كل منها عبارة مقتضبة "اسرائيل يجب ان تحاسب"...الكثير من المقالات حول الموضوع انذاك والكثير من النقاشات..والكثير من اشكال التضامن الرمزي "اونلاين" مع معاناة الغزاويين...لكن اسرائيل لم تحاسب قط بل فوجئت بعدها ببلادي تستضيف تسيبي لفني على هامش اشغال معهد اماديوس بطنجة وهي التي اصدرت العديد من الدول "غير العربية وغيرالمسلمة" بحقها مذكرة توقيف دولية لضلوعها في جرائم غزة...شعرت بالغضب مرة اخرى وان حرمة ارض بلادي تستباح كما استبيحت دماء اهل غزة..
واليوم مرة اخرى يعود الكيان الصهيوني لقصف غزة كما لو كان مجرد طفل مشاغب يلهو كلما حلا له ذلك بتعذيب حيوانات يحتجزها في الحديقة الخلفية لمنزله،فلا يجوز ردعه ولا محاسبته..اذ يمكن التعلل طوال الوقت بانه عاقب الحيوان بعد ان هاجمه هذا الأخير وأخافه وكاد يعضه !!
وبالنسبة للجيران فمنظر الطفل الخائف يثير الشفقة والتعاطف اكثر بكثير من انين الحيوانات الجريحة والمنهكة من طول  مدة التعذيب ووحشيته...
نشرات الاخبار المتعاقبة عن قصف وتعذيب وتقتيل مواطني سوريا،عن حصار وقصف اهل غزة،عن ابادة شرسة في حق مسلمي الروهينجيا ببورما،عن ردود افعال دامية حول الفيلم المسيء وغيرها اخبرتني ان وضع العرب والمسلمين اعقد بكثير من ان تحله موجة غضب عارمة..فغضبنا – اذا غضبنا – لا يكون الا نارا تلتهم ما تبقى من طاقتنا،وعندما تخبو هذه النار لا تخلف الا رمادا تذهب به اول هبة ريح..
ما العمل اذن؟
سؤال جيد..لان الامر كله يتعلق بالعمل الذي يجب ان نقوم به..بالتغيير الذي يجب ان نكون طرفا فيه لا ان ننتظر حصوله..
ان يكون لدولنا العربية والإسلامية موقف سياسي واستراتيجي فعال مما يحصل في العالم يفترض ان تكون لدينا سياسة خارجية قوية وان يكون لنا وزن دولي..هذا الاخير يمر عبر استقلاليتنا الاقتصادية والسياسية..استقلاليتنا تتطلب القطع مع الاستبداد والفساد..والانتقال الى دولة الحق والقانون والمحاسبة..ولا يشيد دولة كهذه الا مواطنون يملكون من الاطلاع وروح النضال ما يكفي لخوض معركة كل يوم ضد انفسهم لجعلها تتحمل مسؤولية واجباتها،وضد كل مساس بحقوقهم كمواطنين..
انه الجهاد الذي لا يقوى عليه معظمنا عادة.. جهاد كل يوم..ان النضال من اجل حقوق الانسان يضع على عاتقنا مسؤولية الهدم واعادة البناء ان تطلب الامر..ومن المؤكد انه كلما انخرطت اعداد اكبر من شعب المليار مسلم في اوراش البناء بكل صبر وتفان كلما كانت اعتداءات الكيان الصهيوني او اي كيان قد ياخذ مكانه تاريخيا اقل وقاحة وغطرسة..
لا يملك الاسير لنصرة الاسير غير الحزن والاسى والصراخ غضبا في افضل الاحوال..تخلص من قيودك اولا تكن قادرا على تحرير غيرك من قيودهم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق