الأربعاء، 18 ديسمبر 2013

تحت وصاية الجدران


استيقظ على صوت جلبة كبيرة.. فكر ان حركة المرور الصباحية مزعجة اليوم اكثر من المعتاد...فتح عينيه ببطء محاولا التخلص من احلام غريبة تراوده بين الحين والاخر..ترك فراشه غير واع تماما بما حوله..اجال عينيه نصف المغمضتين بين اشياءه المبعثرة بلا مبالاة هنا وهناك محاولا العثور على خفيه...رفع بصره قليلا ثم اتسعت عيناه فجأة و ارتسمت  دهشة شديدة على ملامح وجهه..من المكان الذي يقف فيه، في غرفته،في شقته الصغيرة ،من  الطابق الرابع كان بوسعه ان يرى غرفة معيشة الجيران في العمارة المقابلة...حرك رأسه وهو ينظر الى ستائرها التي بدت معلقة الى فراغ على جوانب نافذة بدت معلقة بدورها الى لا شيء..نظر غير مصدق ما يراه امامه...لا جدار..او على الاقل هذا ما استنتجه عندما لاحظ ان بوسعه ان يرى كل محتويات تلك الغرفة و منها كل غرف البيت الاخرى...اجال عينين حائرتين فاكتشف ان كل طوابق العمارة وكل منزل فيها اصبح مكشوفا امامه..وفهم مصدر الجلبة...اناس كثر في منازلهم وفي الشارع يتحركون في فزع ويتحدثون الى بعضهم بأصوات مرتفعة..لم يتمكن من فهم ما يقولون..جال بخاطره انه ربما لا يزال نائما وان هذا واحد من احلامه الغريبة..تحرك الى الامام فتعثرت  قدمه بالسرير وتأوه متألما: اللعنة ! هذا ليس حلما ! تقدم الى نافذة غرفته وانتبه فجأة انه لا ينظر الى منازل الحي من النافذة بل من الجدار...مما يفترض انه مكان الجدار..اقترب في بطء..حاول ان يطل الى الاسفل فاصطدم رأسه بشيء ما...مد يديه دون تفكير وبدأ يتحسس امامه... "يا الهي ! لم يختف الجدار انه هنا...لكنه شفاف تماما.." فكرة قرت في ذهنه قبل ان يكتشف شيئا اخر اربكه اكثر، بوسع كل الجيران ان يروه من داخل منازلهم تماما كما يستطيع هو ان يراهم !! ارتدى ملابسه مسرعا..جلس للحظات قبل ان يقرر الخروج الى الشارع ليشارك الناس ذهولهم وحيرتهم امام ما يحصل...
افكار كثيرة جالت بذهنه وهو يحاول ان يستوعب ما يحصل..كأن كل الجدران قررت ان تتخلى عن سمكها و تعرض ما يختفي وراءها بلا اكتراث...
قطع اثاث فاخرة على مساحات شاسعة في هذا الحي..وغرف ضيقة وعارية الا من اثاث قديم  بالكاد يغطي الارضيات الباردة في احياء اخرى كثيرة..وفي كل مكان تتجاور منازل نظيفة ومرتبة واخرى تعمها الفوضى ..
في منزل "سي المختار" نرجيلة مخبأة ما بين الدولاب وجدار الغرفة،قنينات خمر اسفل السرير،أشياء اصبحت معروضة على أعين المارة كما كانت يوما في واجهات المحلات التجارية...من كان ليظن ان الشيخ يتعاطى لهذه الأشياء على كبر؟ !!
من داخل منزلها جلست "وفاء" زوجة الجزار تنظر الى بعض السكان المتجمهرين في الزقاق..كان بصرها مركزا على وجه احدهم..كان ينظر اليها بدوره..وعلى ملامحهما تواطؤ يعرف سكان الحي مغزاه.. تواطؤ التقطته عينا الجزار الذي انقض على الرجل يلكمه في شراسة..بينما التقطت زوجته رداءها في رعب واندفعت خارج منزلها وعلى ملامح وجهها خليط من شحوب الاموات ورعب الاحياء امام اشباحهم...
ترك المكان محاولا الابتعاد عن جلبة الجاني والمجني عليه،لكن اصوات المتناحرين لاحقته في كل مكان..فاضت المنازل بوابل من القصص..وعلى غير عادة راقبت الاعين وامتنعت الألسنة عن التعليق.
لم يدر كم مضى عليه من الوقت يسير من حي الى اخر تنتقل عيناه بين حكايات المنازل كمن يقلب محطات التلفزيون في ضجر..توقف امام مركز الشرطة..كان الموظفون جالسين الى مكاتبهم في هدوء وترقب..في زنزانة بجانب من المكان قبع اشخاص يفترض انهم متهمون في قضايا متفرقة..كان المكان هادئا بشكل غير متوقع..فجأة توقفت امامه شاحنة صغيرة.. ترجل منها اربعة عمال اخذوا يفرغون حمولة الشاحنة داخل المركز..خلال لحظات كانت جدران المكان تختفي كليا خلف حاجز سميك من الستائر...بعدها بساعات حذت بعض المنازل حذوه..ثم بدأ الجميع يتسابق من أجل ستائر للستر..ونشبت معارك ضارية من أجل قطعة ثوب..الى ان خيم الظلام وستر الجميع تحت جنحه..
بزغت شمس اليوم الموالي على مدينة بمظهر جديد..واجهات منازل مغطاة بأقمشة من الوان مختلفة كأنها رقع على بذلة بهلوان..بعض المنازل لم تجد من القماش ما يكفي الا لستر غرفة او غرفتين..وفي مدينة لا تحفل كثيرا بطرح الاسئلة..لماذا؟ و كيف؟ كانت الاقمشة جوابا كافيا اعاد بعض الهدوء الى شوارعها و الحركة في متاجرها و ورشاتها..وتناقلت الالسن من جديد ما حدث مع فلان وفلان وفلان...
 وحدها حياة من لا يملكون قماشا كافيا صارت الاكثرة شهرة، ضرب من الصراحة الاجبارية  تحولت شيئا فشيئا  الى تخل طوعي عن كل التحفظات..لم يعد هؤلاء يستودعون اسرارهم احدا فحتى الجدران خانت الوصية واصبحت وصية على حياتهم تعرضها بلااهتمام..
هل كان قرارا للجدران ام ان ما يحدث مجرد كابوس لعين اخر ؟!!  لم يحفل كثيرا بالتوقف عند الاجابة فقط غاصت أفكاره بعيدا وهو يفكر في اقنعة سقطت واخرى ازدادت سمكا وتمسكا بالاقناع،يتأمل حدودا انمحت واخرى حميت  و رسمت بعناية اكثر وبخطوط حمراء عريضة...




الاثنين، 16 ديسمبر 2013

رفيقة العمر

عندما ترافقها لمدة من الزمن،سنة بسنة،شهرا بشهر، ساعة بساعة،لا تغيب عنك لثانية...تعتقد انك تعرفها بما فيه الكفاية...تعتقد انك تعرف ما يفرحها وما يغضبها،ما يحمسها وما يحبطها،تعتقد انك على علم بأسوأ مخاوفها، واعلى طموحاتها...تعتقد انك رأيتها في كل المواقف وفي جميع حالاتها بما يسمح لك بأن تتوقع مسبقا ردة فعلها ازاء أي شيء..تاريخك معها يعطيك ثقة كبيرة في انك ترى ما بداخلها كما لو كانت شفافة تماما امام عينيك..

ثم يحدث ان تنكسر تلك الثقة الساذجة في يوم ما،وتستحيل تلك الشفافية المزعومة ضبابا قاتما...ليس لانها لم تعد صريحة معك،ولكن لان ما يحدث معها احيانا قد لا تحتويه مجرد الكلمات..ثم تنظر اليها تناضل من اجل العودة شفافة كما كانت... تحاول ثم تخطئ...تنظر اليها وهي تتعلم تقبل الاخطاء على انها جزء من مغامرة الحياة..تنظر اليها  وهي تتعلم المشي مجددا... ليس لديك ذكرى عنها وهي تتعلم المشي صغيرة...لكنك تنظر اليها الان وهي تتعلم المشي بلا تعثر في دروب الحياة...ثم تصبح رفقتها فجأة وبسبب ما يحدث من حين لآخر ممتعة الى حد كبير...تتساءل: ماذا بعد؟ كيف تراها تتصرف؟ ماذا عساها تتعلم من هذه التجربة او تلك؟ هل ستبقيها الحياة هي نفسها ام ستستسلم يوما لسلطة التيار الجارف حولها؟ تنظر اليها وتتساءل:كيف تكون بهذا التناقض العجيب؟ في قوتها ضعف وفي ضعفها قوة...وما يقويها يضعفها،وما يضعفها يقويها....تتابعها في اهتمام كما لو كنت ازاء شخصية في برنامج للتلفزيون الواقعي...تنظر اليها في حنو ومحبة وتبتسم عندما تتذكر انك معها لست ازاء شخصية تلفزيونية...تضع المرآة جانبا وتنهض مفكرا انك تحبها وتحتاج ان تحبها...نعم تحتاج ان تحب ذاتك ونفسك بما يكفي لكي تكون مستمتعا و راضيا برفقتها مزيدا من العمر.

الأحد، 8 ديسمبر 2013

"لقهيوة" التي تخفي غابة بن




لا احد يعرف كيف بدأت قصتنا مع الرشوة،لكن من المؤكد انها ظاهرة قديمة في مجتمعنا والا لما افردنا لها مثلا شعبيا ( دهن السير اسير)،ربما بدأت بالتغلغل في حياتنا اليومية عندما قررنا ان نعطيها تسميات اخرى تتخفى وراءها،تسميات تدعي ان هناك نية حسنة في كل مشهد رشوة وان الامر برئ تماما،تسميات من قبيل: "الهدية" التي يراد لها ان تدخل في باب مضمون الحديث النبوي تهادوا تحابوا،او "قهيوة" التي يراد لها ان تدخل في باب حسن الادب والتعاطف مع الموظف الذي يعمل بكد ويتقاضى القليل، "لحلاوة" وهذه يعبر بها المعني بالامر عن فرحته بقضاء حاجته، والتعبير عن الفرحة في موروثنا الثقافي مقرون بصرف الاموال هنا وهناك،اليس هذا ما نفعله في حفلات الزفاف عندما يتباهى الناس برمي الاوراق النقدية على الراقصين والراقصات؟
تختلف السيناريوهات والبطلة واحدة: الرشوة، قد يطالب بها الموظف وقد يقدمها المواطن طواعية من اجل اغرائه،قد تكون من اجل انهاء اجراءات ادارية في وقت اقل،او من اجل الحصول على امتيازات غير مشروعة،وفي جميع الحالات فانها في المغرب وجدت بيئة مناسبة لتتحول من مجرد "قهيوة" الى غابة بن يضيع المواطن بين اشجارها  أومعمل قهوة  ضخم يفرم كل مواطن لا يجيد التحرك بين آلاته.
هذا لكي نقول ان اجتثاث الرشوة او تفكيكها ليس بالأمر الهين،ولا يمر عبر القوانين وحدها وان كانت جد ضرورية ، فجعل الغابة مكانا محظورا لا يمنع من التسلل اليها و اغلاق معمل لا يمنع عماله من الاشتغال تحت جنح الظلام. لهذا فان تفعيل القوانين التي تجرم وتحارب الرشوة يبقى رهينا ليس بنزاهة القيمين على تطبيقها،اذ لا يمكن ان نبني مصلحة وطنية على النزاهة المفترضة لشخص على كرسي،والا لكان نصيبنا وافرا من خيبات الامل،بالمقابل فتوفير اليات محاسبة ومراقبة يعد امرا حيويا للقضاء على الرشوة،اذ كلما كان الموظف - ايا كان منصبه-  متأكدا من انه سيتعرض للمساءلة والمحاسبة بصرامة كلما غامر اقل بالمطالبة بالرشوة او قبولها.
في قلب الحديث عن الرشوة يبرز المواطن احيانا كضحية واحيانا كشريك واحيانا اخرى كجان، فالنفوذ مقترنا بالمال يجعل بعض المواطنين يفرض الرشوة كطريقة في التدبير.مع ذلك فهذا ليس حال غالبية المواطنين الذين لا نفوذ ولا مال لديهم ، فقط صفة المواطنة التي تجعلهم يدخلون ادارة عمومية لانهم لا يعرفون مكانا لتلبية حاجياتهم غيرها.بالنسبة لشريحة واسعة من المغاربة الذين تعودوا على سوء المعاملة منذ الصغر-عنف لفظي وجسدي في البيت والمدرسة والشارع-ليس سوء خلق الموظف امرا متطرفا،فهو يدخل في باب المتعود عليه،وبالنسبة لمن تعودوا على بناء علاقاتهم الاجتماعية على اساس التفوق والهيمنة،فهم مستعدون لطأطأة الرأس في حضرة المخزن (الذي يمثله الموظف بالنسبة اليهم) والقبول بقواعد التعامل التي يقول بها دون اعتراض او نقاش.من هنا ينبع لدى المواطن الاستعداد النفسي-الاجتماعي لتقبل واقع الرشوة والتعايش معه بل وتكريسه بتقديم الرشوة طوعا اوالمطالبة بها في مجال عمله الخاص.لهذا فالرهان الحقيقي هو الاشتغال على زبون الرشوة،فهي تندثر تلقائيا اذا ما انقرض زبناؤها.
في مجتمع لا زال للدين فيه دور في تأطير الافراد يكون من المهم الاشتغال على تنمية وتقوية الوازع الديني في التوعية بتبعات الرشوة واخطارها،وفي صلب ذلك وبالتوازي معه تبرز مقاربة مهمة جدا وهي المقاربة الحقوقية،اذ نتصور انه لو كان لدى المواطن-الضحية وعي تام بطبيعة العلاقة التي تربطه باجهزة الدولة لما قبل بالرشوة كخيار له، فصفة المواطنة لديه تجعل تلك الاجهزة في خدمته وليس العكس،وتعطيه الحق بالاحتجاج على سوء الخدمة او التدبير،وبفتح نقاش ضاغط لتطوير أداء الادارات العمومية بما يسهل تلبية حاجياته وبشكل يحترم انسانيته.
ان الصورة الغائبة عن ذهن المواطن ضحية الرشوة هي صورة علاقة سوية بالدولة التي يحمل صفة المواطنة فيها،علاقة مبنية على واجبات يؤديها وحقوق اذا لم تقدم له بشكل يحفظ كرامته فمن حقه ان يناضل من اجلها.غير ان النضال بالنسبة للكثيرين درب طويل ومتعب ومحفوف بالمخاطر لهذا يفضلون طريق الرشوة رغم كونها تسبب حالة من الأرق الدائم والذي  يبدأ بمجرد استهلاكهم ل"قهيوة".


الجمعة، 15 نوفمبر 2013

la peste

C’est la chronique d’une peste qui frappe la ville d’Oran en Algérie. Le roman s’inspire d’une petite peste qu’a connue la ville pendant les années quarante du 20 ème siècle.
Le roman a été écrit en 1947 et vaut –en partie- à son auteur de rapporter le prix Nobel dix ans plu tard.
Résume :
Au début, le roman raconte l’apparition, au mois d’avril, de rats pestiférés dont la présence et la mort massive n’alarme pas les habitants pour autant, avant que la peste ne fasse sa première victime humaine Mr Michel le concierge .Après, l’état de peste fut déclaré, et la ville fut fermée.
Les chapitres qui suivront décrivent la vie de la ville fermée, isolée, et empestée, la montée de l’épidémie ;les réactions des habitants parmi lesquels les uns s’organisaient pour lutter contre la maladie, tandis que d’autres essaient d’en profiter.
L’effort  des résistants donnera suite après de ci longs mois d’isolement et de lutte acharnée, et la maladie commence à régresser après que l’on commence à remarquer la réapparition de rats vivants.
La maladie emporte cependant deux dernières victimes parmis les personnages du roman, avant que l’on décide en Février d’ouvrir la ville déclarant ainsi la fin de l’état de peste.

La peste : une vue sur l’histoire, une autre sur l’existence :
Bien qu’il soit basé sur une réalité historique (la peste d’Oran des années quarante), le roman se veut bien plus qu’une simple chronique. Camus y dénote une autre réalité historique, celle de l’occupation allemande en France, d’ailleurs on peut remarquer l’analogie entre les deux réalités( la peste, le Nazisme) oû les gens refusent au début d’admettre ce qui les menace, réagissent après de façons contradictoires, ainsi les uns se mobilisent  pour résister, les autres collaborent pour profiter de la situation.
Le roman n’en reste pas là, il s’ouvre sur un autre débat, et se lance dans une plus ample réflexion démontrant la position engagée et critique de l’auteur.
En effet, la population confronté brutalement à la réalité pernicieuse de la peste découvre la fragilité de la condition humaine, l’asservissement de l’homme qui d’ailleurs ne perçoit la peste au début que comme une simple perturbation de l’habituel et du quotidien,refusant ainsi de se délaisser de son attitude à se réfugier dans ses anciennes habitudes quand il se voit confronté à l’abstraction du vécu.
Comme ça les personnages principaux du roman réagissent de façons très différentes les uns des autres face à l’absurdité de la réalité d’une ville empestée :le docteur Rieux faisant son devoir de médecin et essayant de sauver les vies, Grand essayant d’écrire un roman mais ne dépassant jamais la première phrase du livre, Rambert qui essaye sans cesse de fuir la ville à fin  de retrouver sa femme et bien aimée ;Tarrou luttant contre la peste, la mort pour se réconcilier avec la vie, Père Paneloux qui voit la maladie comme châtiment divin à l’insouciance humaine, ou encore Cottard qui se lance dans des activités de contre bande profitant ainsi de l’isolement de tout le monde.
L’athéisme d’Albert Camus est exprimé par quelques uns de ses personnages dans « la peste » ,Rieux, Rambert, et Tarrou.
Sa critique d’une religion fanatique s’exprime surtout par opposition aux propos du père Paneloux qui au début condamne tout le monde dans son prêche estimant que la peste est un châtiment, mais qui se remet en question après avoir été témoin de la mort atroce du petit Phillipe Othon n’osant plus percevoir la peste comme condamnation puisqu’elle emporte les innocents aussi, mais refusant  toutefois de se faire traîter lui-même,il  meurt finalment masacré par l’épidémie.
Ce qui est intéressant pourtant c’est cette vision limitée qu’adopte Paneloux et ses idées bien arrêtées qui révèlent non seulement la position du religieux face à la peste, mais aussi une raison supplimentaire sur laquelle la position de l’athé peut se défendre.
« soit on croit en tout, soit on nie tout, et qui osera tout nier ? » dira le Père Paneloux ,mais s’il est seulement question d’audace, l’athé peut bien oser, et nier tout, ça sera sa révolte contre ce qu’il perçoit comme absurde.
Il faut bien dire que ce sentiment de révolte s’est fait remarqué dans les écrits de plusieurs penseurs et écrivains de l’époque de Camus.
Les intellectuels vivaient une profonde déception après les deux guerres dites mondiales.la société industrielle n’a pas tenu ses promesses de richesse et d’épanouissement pour tous, et s’est livrée à un impérialisme impitoyable, on ne pouvait que tout remettre en question, refuser tous les repères donnés, et chercher à se repositionner dans un monde qui semble jusque là insignifiant, du moins pour un humanisme qui cherche à améliorer la condition humaine, c’est pour cela le roman évoque aussi une position contre la peine de mort, adopté par Tarrou, le retour de Rambert qui abondonne son projet d’évasion pour lutter avec les autres, ainsi pour dire que le bonheur ne peut pas être  égoïste, il ne se réalise qu’avec les semblables.
Ainsi aussi ,le roman se termine sur un tableau du docteur Rieux sur la terrasse d’un immeuble lançant le regard sur une vue panoramique de la ville comme on regarde la vie toute entière, conscient des limites de l’être humain, de ses faiblesses, de la force qu’il acquiert de sa lucidité devant le vécu et l’existant.

N.B :l’article si-dessus ne présente pas une opinion sur les idées de Camus, il s’agit d’une lecture du roman dans son contexte historique et culturel, les positions de l’auteur y restent à débattre.

"إما..." / "أو...."


"يستطيع الانسان التحرر وتجاوز الوضعيات القائمة وابتكار ممكنات جديدة" لا اذكر عدد المرات التي توقفت فيها عند هذه الفكرة خلال حصص مادة الفلسفة،لكني اذكر جيدا اني في كل مرة اناقش الامر مع تلاميذي كنا نقف على النتيجة نفسها، ليس هناك حرية مطلقة ولكن هناك امكانية دائمة لتوسيع مجال الممكن ضمن ما هو حتمي.
يتعلق الامر اذن بخياراتنا،وليس جزافا نكتب الخيارات بصيغة الجمع، اذ عندما نكون امام خيارين فقط فنحن لا نختار حقيقة،التعامل مع صيغة ال "اما" / "أو" ليست ممارسة فعلية لحرية الاختيار.
بنفس المنطق رمى البشر انفسهم في مغامرة تصنيع مؤذ للبيئة معتبرين انه لا خيار اخر،فاما القبول بالتقدم التقني مع تهديده لتوازن الطبيعة او القبول بحياة بدائية بدون امكانيات تقنية.الان فقط بدأنا نفكر بشكل خجول جدا في التعامل مع تبعات قرون من التلويث المنتظم للكوكب والتلاعب الاخرق بنظامه،الان فقط بدأنا نفكر في تبني شعارات صديقة للبيئة.طوال قرون من البحث العلمي والتصنيع المكثف كنا نتحرك ضمن خيارين فإما تقنية مدمرة او لا تقنية اطلاقا،لم يكن بوسعنا ان نفكر لمزيد من الوقت في خيارات اخرى لابتكار تقنية تنبع من صلب توازن الطبيعة وتتعايش مع احتياجات البشر والكوكب على حد سواء.
لا زال البعض من الناس  يسيرون في نفس هذا الاتجاه عندما يعلقون على احداث الحراك العربي وطبيعة الانظمة السياسية المطلوبة قائلين : اما نظام فاسد او حرب أهلية و يحاجونك مذكرين بان الانظمة الاكثر ديمقراطية في العالم ليست سوى صورة خفية لأفظع انواع الاستعباد وان الامر دوما يتعلق بقلة مهيمنة وأغلبية مهيمن عليها اما طوعا او كرها.وتجدهم مستعدين للتعايش مع احد هذين الخيارين دون التفكير في امكانية وجود خيارات اخرى لا تتضمن القبول بالذل ولا الاقتتال.
عميقا في لب اسرنا، وحين اخوض حوارا مع الاباء والامهات اجد نفس ثنائية ال "إما" / "أو"، فحتى عندما يكون الاهل فعلا مهتمين بتربية الابناء وفق قيم ومعايير محددة، تجد الكثير منهم لا يرى الا خيارين اثنين، فإما ان يتم التعامل بصرامة مع الابن او الابنة ( والصرامة هنا تتضمن طبعا سنوات من عمر الاطفال يتعرضون خلالها للعقاب الجسدي وقد يستمر الامر الى اخر سنين مراهقتهم) واما ان تفسد تربيته، لا يسع الاشخاص الذين تعرضوا هم انفسهم للعقاب الجسدي في صغرهم الا ان يفكروا من خلال هذه الثنائية، لا يتصورون وجود خيارات اخرى ينشأ فيها الابناء على احترام عميق لذواتهم و يمتثلون فيها عن طواعية وقناعة لما ينتظر منهم.
في الكثير من علاقاتنا اليومية يطغى خيار " اما" / "أو"، في الفريق الذي يعمل معا فان كفاءة البعض تتضمن تلقائيا فشل البعض الآخر فاما ان اكون الاكثر كفاءة او الا اكون ، وهذا يعني احيانا ان ابذل الجهد ليس لتطوير ادائي بل لعرقلة اداء الآخرين فكلما فشل الاخرون في اداء مهامهم الا وبدوت بأفضل حال حتى لو بذلت القليل من الجهد فقط.ومن الواضح ان موقفا كهذا يعكس غيابا تاما للتفكير في خيارات اخرى لا تتضمن محو الاخر من اجل اظهار الذات.
في خلاف بسيط بين شخصين حول امر تافه يصبح الشارع العام مسرحا لأحد الخيارين ، اذ امام جمهور المتفرجين ، اما ان يكون الشخص غالبا او مغلوبا، لا يتعلق الامر بما اذا كان سبب الخلاف يستحق بذل الجهد في العراك او السباب او يستحق انكسار وحنق "المغلوب" على امره في النهاية، اذ من الواضح ان لا احد يفكر في وجود خيار اخر غير الغالب او المغلوب.
ولو تأملنا حياتنا لوجدنا انفسنا بلا انقطاع ننقاد انقيادا الى احد خياري "اما " / "أو" دون تفكير،ربما استسلاما منا الى سلطة ما تعودنا عليه، ربما لان فكرنا الذي يمتح خياراته مما هو متاح دوما لا يمنحنا خيارات غيرها.لكن عندما نشعر بوطأة احد الخيارات على ارادتنا ( وقد يكون هذا في الدراسة او العمل او الحياة العائلية او الاجتماعية)، ساعتها فقط نبدأ بالتفكير، ثم نتنبه الى كل الوضعيات المماثلة التي اضطرتنا  ان نختار بين امرين، يزداد غضبنا كلما فكرنا انه احيانا كثيرة خيرنا بين اشياء لا تناسبنا في كل الحالات،نشعر بالحيف  يحيط بنا.. يمكن ان نستسلم ببساطة الى منطق العادة قائلين لانفسنا: ماذا تتوقع؟ الحياة غير عادلة احيانا كثيرة... ويمكن ان نختار الا نختار ايا مما هو مفروض..تعطشنا للعدالة قبل تعطشنا للحرية يدفعنا ان نقول بهدوء او صارخين: لا...هناك بدائل اخرى..عندها فقط يصح فينا القول اننا كائنات حرة وقادرة على تجاوز ما هو معطى...

اليوم.... يومها



لا احد يملك أن يزايد على المرأة المغربية،ففي تاريخها الكثير جدا من الأسماء التي لا تستحق مجرد يوم نتذكرها ونكرمها من خلاله،بل تستحق ان نقف بإجلال أمام انجازاتها كل يوم،فعالمة الفلك والفقيهة والمناضلة والمقاومة فخر لكل المغاربة رجالا ونساء.
ولأن الكثير من الأبطال يعيشون بيننا في صمت،نشير الى بطولة النساء في اعالي الجبال،أولئك اللواتي يجلبن الحطب و الماء من مسافات بعيدة متحملات قسوة المناخ،نحيي تلك الأيادي التي تنظف ملابس الاسرة على مياه نهر ببرودة الثلج واذا سئلت لا تختار آلة غسيل أوتوماتيكية او فرنا كهربائيا بل فقط منزلا بسقف يحمي من الثلوج ومستشفى قريب ومدرسة تعلم فيها أبناءها،وفي انتظار وعود التنمية التي قد تتحقق أو لا تتحقق  تبتسم المرأة منهن -اذا ابتسمت- لكاميرات التلفزة في حياء ثم تواصل كفاحها اليومي في صمت، دون ان تبحث عن وسام أو تطالب بمساواة لانها ترى جيدا ان الجميع في البؤس سواء.
في يوم المرأة المغربية أحيي في كل امرأة وقوفها اليومي في موقعها بما تقتضيه كلمة الوقوف من مسؤولية وكفاح، في البيت والعمل وفي اي موقع آخر.ولأن هذه المرأة هي أنا وأنتِ وهذه وتلك فإن الصورة المشرقة عنها فخر لنا جميعا،واي صورة أقل اشراقا تهمنا جميعا.
لن اتحدث هنا عن المرأة الموصومة بالدعارة في بعض الانتاجات التلفزيونية العربية،لأن الذي أخذ عناوين ملاهينا الليلية وكازينوهاتنا من مواقع الانترنت وغادر بلاده  الى بلادنا متوجها رأسا الى تلك الاماكن الموبوءة لا يعرف عن نساءنا الا نموذج المرأة الغانية.
بمقابل ذلك سأتوقف عند وقائع لاحظتها،لا أدري ان كانت ترقى الى مستوى الظواهر لكني سأسجلها على أية حال.منها اتجاه عدد من الاسر الى تزويج بناتهن في سن مبكرة برضاهن غير معنيين بنضال الحقوقيات في حربهن ضد تزويج القاصرات، وما لاحظته هنا هو انه سواء تم الزواج قبل سن الثامنة عشر او بعدها فإن مفهوم الأمومة ومسؤولية الاسرة والابناء مفاهيم غائبة احيانا وملتسبة احيانا كثيرة لدى العديد من الامهات الشابات،فمع نظامنا التعليمي المأزوم تخرج الكثير من الشابات بقدر متواضع من الثقافة سواء حصلن على شواهد الباكالوريا ام لم يحصلن عليها،ومع تدهور نظامنا القيمي نصبح امام مشاهد مألوفة لأمهات شابات يشتمن ابناء في عمر الزهور بالفاظ نابية وشتائم تمس بقداسة الدين واعراضهن هن انفسهن،ومشاهد اخرى لأطفال في سن الثالثة اوأقل يلعبون في الازقة والاحياء دون رقابة خلال الأوقات المفضلة لحركة المجرمين ومغتصبي الاطفال،في الصباح الباكر او الظهيرة او بعد حلول الظلام بوقت طويل.
ناضلت النساء في وقت ما من اجل اقتحام ميدان العمل،وأبدعن احيانا في مجالات عملهن.بالنسبة لجيل اخر من النساء لم يكن خيار العمل تحديا لمورث ما ولكن حاجة املتها الاوضاع الاقتصادية،فعملت الزوجة الى جانب زوجها والابنة الى جانب ابيها واخيها،وهنا نجد الكثير من النساء المكافحات اللواتي وقفن كشريكات حقيقيات حملن عبء الاسرة حتى في حالة عجز الاب او الاخ او الزوج لمرض او غيره (اواحيانا لان الرجل اتخذ خيارا انانيا بالقاء مسؤولية الاسرة على كاهل المرأة طالما انها برهنت على قدرتها على تحملها)،فقدمت النساء من عرقهن وشبابهن لضمان استقرار اسرهن ورفاهها.
و الى جانب هؤلاء النسوة اخريات فضلن عدم خوض تجربة العمل خارج البيت، ومنهن من تدرك جيدا ان أهمية دورها في الاسرة مساوية لاي مما تقدمه النساء العاملات ، لكن منهن كثيرات غائبات طوال الوقت حتى عندما يحضرن، تطالبن بالمزيد من التجهيزات الكهربائية لتسهيل الاشغال المنزلية، تتذمرن من حظهن مع الزوج والابناء،تنتظرن وساما على كل وجبة تقمن باعدادها او غرفة تقمن بتنظيفها،وترغبن باجازة من الاعتناء بالابناء كلما تمَكن من ذلك (اي طوال الوقت).
وللإشارة فلست ممن يحيون التنشئة الذكورية التي تلقي بأعباء المنزل وتربية الابناء على المرأة وحدها.لكنى اومن ان الاسرة شراكة وتوافق، وهنا لا داعي لان يركن احد من الاطراف الى دور الضحية، والا فان الضحايا الحقيقيين لإهمال الاسر و تجاهلها لمسؤولياتها هم الابناء الذين هم بدورهم نواة لاسر اخرى تنشأ مستقبلا. من هنا فأي بذرة سيئة نزرعها سنستمر في جني ويلاتها اجيالا طويلة.
بعض الحديث عن المرأة المغربية يفرح ويثلج الصدر،لكن الكثير منه ان كان صريحا بما يكفي يجعلها تعترف ان معاركها مع كل ما يعوق تقدمها وانفتاحها من خارج( سواء كان أزمة اقتصادية،فسادا سياسيا،او ذهنيات اجتماعية منغلقة...) هي بنفس قدر اهمية معركتها مع ذاتها لتختار ان تكون ابنة افضل،اختا افضل،زوجة افضل،اما أفضل،انسانة افضل...ترفض ان تهين او تهيمِن اوتهمِل او تستغِل حتى وان سنحت لها الفرصة،حتى وان كانت هي نفسها في مرحلة من تاريخها تعرضت لاي من ذلك،وحتى اثناء معركتها ضد كل ذلك..النساء اللواتي اتخذن هذا الخيار اخترن ان يكن منبع الكثير من القيم الانسانية الكفيلة بجعلهن رموزا تخلد بعد موتهن، فتعيش القيم بهن و من بعدهن  في كل اسرة متماسكة،في كل انسان مسؤول (رجلا كان او امرأة)، في كل كتاب يؤلف، في كل مدرسة تخرج أفواج الناجحين في الحياة، في كل مسجد يعج بمتدينين حقيقيين،في كل شارع نظيف،وفي كل فكر نظيف.